أخبار عاجلة

لآلئ البيد

د. / مصعب أبوبكر أحمد
( واكذِبِ النّفْسَ إذا حَدَّثْتَها إنَّ صدْقَ النّفسِ يُزري بالأمل)

تسعى ( قحت ) جاهدة عبر بوابة الإيغاد ، وبوابات أخر ، لإيقاف الحرب ، تسعى جاهدة بكل ما أوتيت من قوة ، وبكل ما تيسر لها من ملكات كذب وتضليل و ( لف ودوران ) وضرب تحت وفوق الحزام ، تسعى لأن تجد لها موطئ قدم فيما تبقى من وطن ، وفيما تبقى من أحداث ، وفي من مازال في جهالة وعمياء …
الطريف أن امتزاج الجيش مع بعض سندة المؤتمر الوطني ، الذين كانوا ومازالوا يتفوقون على قحت خبثاً وسياسة ، ولهم الغلبة في كل السجالات في العملية السياسية لأكثر من خمسين عاماً ، استطاعوا أن يفشلوا مخططاتهم الرامية لاعتلاء السلطة دون وجه حق ودون انتخابات ودون أية مبرر غير (اللف والدوران) وكلما حاولوا إيجاد مخرج لهم انكب عليهم امتزاج الجيش مع المؤتمر الوطني محولاً ذلك المخرج إلى سجن سحيق يدفن فيه أحلامهم الوردية الآنية والمستقبلية ، حدث ذلك منذ سقوط البشير وكوميديا الوثيقة الدستورية ، ثم الانقلاب على ( حام دوك ) ثم رجوع ( حام دوك ) بعد ذلك خفت صوت قحت وعلا صوت امتزاج الجيش مع المؤتمر الوطني حتى قيام تمرد مليشيا حمدتي ، تنفست قحت الصعداء ، وعادت لضلالها القديم ، ظناً منها أن تجد في ( الدعم الصريع ) ملاذاً أو نصيراً يعيدها للواجهة مرة أخرى لكن الشاهد والحقيقة التي تهرب منها قحت أنها ليست في مستوى يؤهلها أن تنافس امتزاج الجيش مع المؤتمر الوطني ، ولا مليشيا (الدعم الصريع ) في لعبة السلطة ولا لعبة السياسة ، بل – وبدون مبالغة – إن الطرفين يلعبان بها ويستغلونها في سبيل تحقيق أهدافهم غير المعلنة .
قحت تمثل مجموعة أحزاب أكل عليها الدهر وشرب ونام . على مدار السنين لم تطور نفسها وأدواتها وأساليبها ، بل ظلت تستخدم ذات المناهج القديمة في معاركها السياسية ، مع كل الخصوم ، تلكم المناهج التي لا تعرف غيرها ، ولم يفتح الله لها منهاجاً يجعلها تقوى على مقارعة خصومها سياسياً ، تجدها دائماً تلجأ لأسلوب التعبئة من وراء حجاب ، ومن ثم الاتكال على الشارع المغلوب ، ثم سرقة ما يمكن سرقته .
المتابع لتاريخ السودان السياسي يمكن أن يصل لهذه الحقيقة بكل سهولة ؛ فإذا طالعت عناوين الصحف الصادرة في ثورات ما بعد 1964م تجد ذات الكلمات والعبارات التي استخدمت في ثورة 2019م ، وكذلك الشعارات التي تستخدم لتعبئة الشارع والبيانات التي تصدر عن الكيانات والنقابات وغيرها .
*إذاً بالحسابات الواقيعة : قحت خارج الخارطة السياسية وخارج اللعبة تماماً ، وإن ظنت أنها يمكن أن تجد لها مدخل عبر منبر إيغاد أو عن طريق اللجنة الرباعية ، أو في غير ذلك …
* قحت هي من وضعت نفسها في هذا المأزق وكتبت نهايتها بيدها لأنها لم تستغل الفرصة التي سرقتها من الثوار في غفلتهم ، وبسبب ضعف خبرتهم . وعلى مدار عامين لم تستطع فعل شيء يذكر أو أن تسيطر على مفاتيح اللعبة ، أو أن تقضي على خصومها ؛ أسباب هذا كثيرة ، لكن أهمها تركيبة هذه الأحزاب المبنية على حب السلطة والكراسي لدرجة الوله ، هذا جعلها صدقت الأكذوبة التي أنشأتها وغنتها حتى سال لعابها ، ولم تنتبه أنها مجرد لعبة في يد امتزاج الجيش مع المؤتمر الوطني والدعم (الصريع ) وقتذاك .
*الآن كل ما تحاول فعله قحت ماهو إلا ( فرفرة مذبوح ) أو من مبدأ قول لبيد بن أبي ربيعة
واكذِبِ النّفْسَ إذا حَدَّثْتَها
إنَّ صدْقَ النّفسِ يُزري بالأمل
فالأمر الآن انحصر في ثلاث قوى ، اثنان منها فاعلة والثالثة ترتقب ريثما تصفو السماء ، تلكم القوى هي : امتزاج الجيش مع المؤتمر الوطني ، مليشيا الدعم (الصريع) ، الشعب . ..
ونلتقي
خرجة أخيرة : شتان مابين كلمات خالد سلك سالفاً بأنهم لا يريدون ( ولا بُوت واحد ) وكلماته اليوم ( أننا لا نمثل كل الشعب السوداني ) العقل زينة
خرجة مؤكدة : الكلمة الأخيرة هي كلمة الشارع
خرجة مؤلمة : وطن عظيم – ضاع ما بين سيدي – ومولانا – وفخامة – وقحاطة – ودعامة

عن khalaf a

شاهد أيضاً

أكتوبر تاريخ لا ينسي..!

خلف الله الأنصاري يكتب:- يوم السادس من أكتوبر من كل عام تجمعنا ذكري انتصارات أكتوبر …

اترك تعليقاً