أخبار عاجلة

الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” لا يزال في القلب

محمد عبد الحميد ابو يونس يكتب :-

واحد وسبعون عاماً مرت على ثورة الثالث والعشرين من يوليو وعبد الناصر لايزال فى القلب .

يبدو أن الهجومَ على عبد الناصر والافتراءَ عليه قد أصبح موضةً مفضلةً للبعض هذه الأيام ، يحلو لهم نشر معلوماتٍ زائفةٍ طعناً في تاريخٍ مشرفٍ لزعيمٍ من معدنٍ أصيلٍ من معادنِ الوطنيةِ والعروبة هو الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، ولايذكر هؤلاء لعبد الناصر حسنةً واحدة ً تشفع له عند شعبٍ أحَبّه وقدّر إنجازاتِه ، ينتاب هؤلاء شعورٌ كاذبٌ بالحنين إلى عصرٍ مَلكىٍ لم يتجرعوا كأسا ًمن مرارةِ أيامِه ولو سألوا مَن هم اكبر منهم سناً لحدّثوهم عن حقبةٍ سوداءَ اسمها المَلكية وعن بطلٍ وزعيم ٍبالإنجازات والأرقام اسمه عبد الناصر ، يحِن هؤلاء كذِباً إلى عصر المَلكية ويرونَه نموذجاً يُحتذى به سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، ومعرفتهم عن ذلك العصر لاتزيد عن منشوراتٍ زائفة يشاركونها عبر وسائل التواصل الاجتماعى ، أهم يبكون حقاً على عصرٍ مزدهر ؟ أم هى دموعُ التماسيح ؟ أحقاً كان عهد المَلكية كذلك ؟ أم هى نفوس ٌ مريضة امتلأت قلوبُها كراهية ًلعبد الناصر؟

هل حقاً كانت أحدث صيحاتِ الموضةِ العالمية تظهر في مصرَ قبل أوروبا في العهد الملكى في وقتٍ كان الفلاح المصرى في كثير من الأحيان لايمتلك أكثر من ثوب ٍواحد ٍيَظل على جسده سنين وربما شاركه في ملكيته آخرون ؟ وهل فعلاً كانت مصر تُصدر القمح لإنجلترا والفلاحون لايجدون لقمة العيش ؟ أفائضٌ فى الانتاج ؟ أم إن الفلاحين ملّوا تناول القمح فأرادوا استبداله بطعامٍ آخر؟ أحقاً كان الجنيه المصرى تزيد قيمته عن أربع دولارات في وقت كانت جيوب المصريين خاليةً من هذا الجنيه العجيب ؟ أحقا كان أصحاب صالونات الحلاقة في مصر من الأوروبيين في وقت كان الفلاح يحلق شعرَه تحت ظل شجرةٍ في حقله مقابلَ كوزٍ من الذرة يعود بعدها للعمل تحت شمسٍ حارقة ؟ أحقاً كان مصر دائنة لإنجلترا ومعظم الشعبِ تحت خط الفقر ؟

يخجلُ هؤلاء المفترون على عبد الناصر أن يقولوا إنما هو اقتصادُ اقطاع ٍ امتص دماء المصريين أخذ منهم كل شئ وحرمهم من أبسط الأشياء ولم يكن اقتصاد َ دولة ٍ يستفيد ُ منه عامة الشعب ، أحقاً يحزن هؤلاء على تفتت ملكية الأرض الزراعية وهم يطعنون في قوانين الإصلاح الزراعى ولايذكرون أنّ هذه الأرض أُعيدت لأصحابها الحقيقيين بعد أن نُزِعت ملكيتُها منهم قسراً عَبْر عصورٍ طويلةٍ من الإقطاع البغيض ؟ أحقا ًيتغنَّى هؤلاء بصور أحياءٍ مصريةٍ راقيةٍ في العهد الملكى ولايذكرون أنّ مَن كان يَظهر بهذه الصور كانوا إما أجانب أو خدم أو حاشية بينما كان المصريون مكانهم الحقول ؟ أحقاً كان عبد الناصر عدواً للإسلام وهو الذى أسس مدينة البعوث الإسلامية بالأزهر عام 1959 وإذاعة القرآن الكريم عام 1964 ؟

عبد الناصر ليس ملكاً من السماء إنما هو بشر أصابَ في كثير وكان من الطبيعى أن يرتكب أو يَقعَ في أخطاء لايمكن اعفاؤه من المسئولية عنها ، أخطأ عبد الناصر في 67 واعترف بمسئوليته الكاملة عن ذلك وتنَحّى عن الحكم وأعادَهُ الشعب في مشهدٍ يراهُ المغرضون تمثيليةً ونراه نحن اعترافاً بالتقصير والمسئولية ومن شعبه حباً له وتمسكاً به ، وربما أخطأ عبد الناصر في حرب اليمن لكنها رُوح القومية العربية ورياحُ التحرر من الاستعمار التى هبّت على الشعوب العربية والأفريقية في ذلك الوقت وكان من الطبيعى الوقوفُ معها ودعمُها ، وأخطأ عبد الناصر حينما منح بعض الدول الأجنبية قطعاً أثرية ثمينة كهدايا حتى وإن كانت مقابل انجازهم أعمالاً في مصر ، لكنه مع تلك الأخطاء فإننى كما ذكرت في مقال سابق عن عبد الناصر إن تاريخ الزعماء لايُقَيّم ولايُخنزَل في مرحلةٍ واحدة ٍ بل لابد من نظرةٍ موضوعيةٍ إلى خلاصةِ تجرِبته كاملةً وظروف عصرِه والإمكانياتِ والمعطياتِ التى كانت متاحة ً أمَامَهُ وكيف تصَرّف من خلالها وماهى نتائجُها نرى ماله وماعليه ولكن لاننظر إليه من وراء نظارة سوداء لاتـَرى إلا الظلام

خلاصةُ تجربة عبد الناصر تقول لنا إنه خاطَرَ بحياته هو ورفاقُه حينما انحازوا إلى شعبٍ لاحول له ولاقوة في مواجهة ِ مربعٍ قوىٍ أضلاعُه ملك فاسد غلبت عليه شهواته وانجليز يتلاعبون بهذا الملك حديث العهد بالحياة واقطاع تغلغلت جذُوره في اعماقِ البلادِ فامتصّ مابها من خيرات وأجانب يمتلكون في مصر أكثرَ مما يمتلكه أهلُها وماكان لهذا المربع القوى أن يستسلمَ بسهولةٍ لولا بسالةِ عبد الناصر ورفاقِه

نتيجة تجربة عبد الناصر تحكى لنا أنه أسس لمصرَ قلعةً صناعيةً ضخمةً شملت الحديد والصلب والالمونيوم ومصانعَ الكيماويات والسيارات والأجهزة الإلكترونية وشركات القطاع العام وبنى السد العالى وستاد القاهرة وبرج القاهرة ومبنى الإذاعة والتليفزيون وكوبرى 6أكتوبر أطول جسر في أفريقيا وكورنيش النيل وزادت رقعة الارض الزراعية بمقدار مليون فدان وأدخل المدارس والوحدات الصحية ومياه الشرب إلى آلاف القرى وبلغت انتاجيةُ القطن ِ في عهده أعلى معدل في تاريخ مصر وحققت مصر سنة 1969بعد النكسة بعامين فائضاً في ميزانيتها بلغ 46مليون دولار ووزع الأراضى على الملايين من الفلاحين ولم يأخذ لنفسه منها شيئاً فلا يستطيع احد التشكيك في وطنيته ولا فى ذمته المالية حتى من قِبَل ألدِّ أعدائه ، وتنتهى مسئوليةُ عبد الناصر عند وفاته فمن الظلم والإجحاف اتهامُه بالمسئولية عن سوءِ إدارة بعض القطاعات الاقتصادية في عهد السادات او عهد مبارك

من يفترون على عبد الناصر هم مَن كانوا يريدون جزءً مما يسمونه ( كعكة الثورة ) وخابَ أملُهم في ذلك أو َمن لم يفتح لهم عبد الناصر باباً يتملقونه على عتبَـتِه من أجل الحصول على منصب أو هُم مِن أحفاد الإقطاعيين لايزالون يعيشون أوهامَ الماضى أعاد عبد الناصر أملاكاً انتزعها أجدادهم بالبطش إلى أصحابها الحقيقيين ، ولن تنجح هـذه الحملات المغرضة مهما بلغت ضراوتها في تشويه صورة عبد الناصر أو النَيل من مكانته في قلوب المصريين بإنجازاتهِ الضخمة وتاريخه المشرف كوطنىٍ أخلصَ العملَ من أجل بلاده وبذل مافى وسعه وأنجز قدر استطاعتِه

عن khalaf a

شاهد أيضاً

أكتوبر تاريخ لا ينسي..!

خلف الله الأنصاري يكتب:- يوم السادس من أكتوبر من كل عام تجمعنا ذكري انتصارات أكتوبر …

اترك تعليقاً