شبهات وردود في بعض آيات القرآن الكريم

أحمد شومان يكتب:-

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.

منذ ظهور الإسلام وأعداء الدين يحاولون بكل الطرق محاربة الدين والهجوم عليه ولكن كلمة الله هي العليا والله خير حافظ سنتحدث في مقالنا هذا عن بعض الشبهات والرودود حول قوله تعالى ..( 2 )

( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين . 90 يونس )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
يتواصل الحديث عن هذه الآية والرد على من زعم أن فرعون قد آمن بالله تعالى أو كان عارفاً بالله ..
استدل الفخر الرازي (رحمه الله ) بهذه الآية الكريمة على كلام النفس (غير كلام اللسان ) ..اا
والسؤال : ما هو المانع من عدم قبول توبة فرعون ؟
الجواب : للعلماء ردود على ذلك في وجوه . منها
1 / أنه آمن عند نزول العذاب . والإيمان عند هذه الحال لا يقبل ولم تكن التوبة مقبولة كما قال تعالى ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ..85 غافر )
2 / أن هذا الكلام لم يكن فيه إقرار بالوحدانية والعبودية لله وعلى هذا التقدير لم يكن كلامه مقروناً بالإخلاص .
فلهذا السبب لم يكن كلامه مقبولاً ..
3 / أن هذا الكلام كان مبنياً على محض التقليد ( قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين )
فكأنه اعترف بأنه لا يعرف الله سبحانه وتعالى . وإنما سمع من بني إسرائيل أن للعالم إلهاً . فكان هذا محض التقليد لذلك لم يكن كلامه مقبولاً ولا توبته مقبولة .
4 / أن الإيمان كان بالإقرار بوحدانية الله سبحانه وتعالى والإقرار بنبوة موسى عليه السلام . فهاهنا لما أقر فرعون بالوحدانية ولم يقر بنبوة موسى عليه السلام . لا جرم لم يصح إيمانه . ونظير ذلك
أن الكافر لو قال ألف مرة . أشهد أن لا إله إلا الله .
فإنه لا يصح إلا إذا قال . وأشهد أن محمداً رسول اللَّه . .
ولهذا كان الرد عليه ( الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين .91 يونس ) وهذا كلام الله عزّ وجل عليه بدليل قوله تعالى بعدها ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون 92 يونس )
وبعد كل هذه الأدلة يأتي من يقول أن فرعون كان عارفاً بالله وأنه آمن بالله ..والله تعالى يقول عنه في مشهد يوم القيامة
(يقدم قومه فاوردهم النار وبئس الورد المورود (98) وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود99هود) والله تعالى أعلى وأعلم .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .