عالمية الإسلام وحرية الإعتقاد

أحمد شومان يكتب :-
يقول اللله تعالى في كتابه الكريم وهو أصدق القائلين .
( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ..256 البقرة).
أولاً / ما هي الحكمة في وضع هذه الآية في هذا المكان ..؟
ثانياً / عالمية الإسلام وحرية الإعتقاد ..وليس حرية العقيدة.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
أولاً / قوله تعالى ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ..256 البقرة ) فقد جاءت بعد آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله تعالى والتي توصف بأنها رسالة إلى عقلاء العالم . تقول لكل إنسان عاقل أنت عبد شئت أم أبيت أنت عبد . لأنك إما أن تكون عبداً لله أو أن تكون عبداً لغير الله . ( عبد الدرهم . أو أن تكون عبداً لهواك )
وما دمت أنت عاقلاً فابحث عن صفات الإله الحق وقد أوضحتها آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ….255 البقرة ) فإن وجدت إلهاً له مثل هذه الصفات فاعبده . وما دام أنه لا يوجد إله له هذه الصفات إلا الله . ڤ ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم 256 البقرة )
ثانياً / عالمية الإسلام وحرية الإعتقاد .وليس حرية العقيدة.
رحم الله الشاعر أحمد شوقي حيث يقول .
بك يا بن عبد الله قامت سمحة بالحق من حلل الهدى غراء
الله فوق الخلق فيها وحده والناس تحت لوائه أكفاء ..اا
فقد جمع الشاعر في هذين البيتين ثروات من المعاني .
ولقد صدق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حيث يقول
( إن من البيان لسحراً وإن من الشعر لحكمة .)
أما حرية الإعتقاد ( وهذا هو الصواب ) وهي دعامة عالمية الإسلام العظمى ..اا
أما حرية العقيدة ( وهذا التعبير ليس صحيحاً )
لأن العقيدة نفسها . لا توصف بالحرية أو العبودية .
لأنها معنى ذهني قلبي عقلي من المعاني المجردة . .!!
فإذا تقرر هذا فالمراد بحرية الإعتقاد في الإسلام هو أنه ليس لأحد أن يجبر أحداً على اعتناق الإسلام . والله تعالى يخاطب رسوله موضحاً أن مهمته ( صلى اللّه عليه وسلّم ) والصحابة الكرام والتابعون والدعاة البلاغ ( فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب .40 الرعد ) . وقوله تعالى ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إن أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً 29 الكهف )
للموضوع بقية إن شاء الله تعالى مع هذه الآية الكريمة .
والله تعالى أعلم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .