أخبار عاجلة

حكاية مدفع إفطار رمضان

محمد عبد الحمبد ابو يونس يكتب:- 

التقاليد الشعبية المصرية في شهر رمضان المبارك كثيرة ومن مصر انتشرت في باقى الدول العربية والإسلامية ومدفع الإفطار تقليد مصرى خالص وكما اختلفت الروايات في تاريخ ظهور فانوس رمضان واتفقت على أنه ظهر في مصر تعددت أيضاً روايات تاريخ ظهور مدفع الإفطار لكنها أجمعت كلها أيضا علي أن المصريين هم أصل مدفع الإفطار

الرواية الأولى في تاريخ ظهور مدفع الإفطار تقول إن السلطان المملوكى خشقدم أهداه صاحب مصنع ألمانى مدفعا وأثناء تجربته انطلقت منه طلقة وتصادف أن كان ذلك في وقت غروب الشمس في اليوم الأول من رمضان سنة 865 هجرية أو سنة 859 هجرية الموافق عام 1439من الميلاد فظن الناس أن السلطان قد ابتكر وسيلة جديدة لإبلاغ الناس بموعد الإفطار فتوجه العلماء والأعيان وشيوخ الحارات في اليوم التالى لمقر السلطان يشكرونه على ذلك ولما علم خشقدم بالأمر أعجبته الفكرة وجعل مدفع الإفطار تقليداً
رواية ثانية تقول إن الناس حينما توجهوا إلى خشقدم ليشكروه لم يجدوه ووجدوا زوجته الحاجة فاطمة وأخبروها بالحكاية فاستحسنت الفكرة ومن هنا جاءت تسمية مدفع الحاجة فاطمة

غير أن رواية ثالثة ثقول إن المقصود بالحاجة فاطمة هى إبنة الخديوى إسماعيل حيث كان الجنود يقومون بتنظيف أحد المدافع فخرجت منه طلقة تصادف أن كانت وقت غروب الشمس في أحد أيام رمضان فظن الناس أن الخديوى قد ابتكر طريقة جديدة لإبلاغ الناس بوقت الإفطار فصاروا يتحدثون عما حدث وسمعت الحاجة فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل بالأمر وهى صاحبة أعمال خيرية كثيرة لعل أشهرها تبرعها بالأرض والمال لإنشاء جامعة القاهرة الحالية فعندما سمعت الحاجة فاطمة أصدرت الأوامربانطلاق المدفع وقتى الإفطار والسحور و في المناسبات والأعياد

رواية أخيرة تقول إن محمد على باشا اشترى مدافع حديثة ضمن خطته الطموحة بإنشاء جيش قوى وتصادف خروج طلقة من أحدها وقت المغرب في رمضان فاستحسن الناس الفكرة واستحسنها الوالى وصارت بعد ذلك تقليدا

وأيا كانت الرواية الصحيحة لتاريخ مدفع رمضان فإنها كلها تجمع على أن طلقة خرجت بالصدفة وقت مغرب رمضان كانت وراء فكرة مدفع رمضان وانتقل المدفع بعد ذلك إلى القدس ودمشق وبغداد والسودان واليمن وغرب أفريقيا فى مالى وتشاد والنيجر وفى جنوب شرق آسيا في إندونيسيا ودول الخليج واستخدم مدفع الإفطار في مكة المكرمة نحو عام 1884 تقريباً ويوجد حاليا عند جبل جرول وهناك مدفع في المدينة المنورة عند جبل سلع عاد للعمل منذ نحو ست سنوات بعد توقف طويل

رواية ظهور مدفع الإفطار في عهد محمد على تقول إن المدفع ظل يطلَق بالذخيرة الحية من القلعة حتى عام 1859 حيث انتشر العمران حول القلعة وأدى ذلك إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية ونقل المدفع إلى منطقة الدّرّاسة القريبة من الأزهر وبعد ذلك صار عدد مدافع رمضان في القاهرة ستة اثنان في القلعة واثنان في العباسية وواحد في حلوان وواحد في مصر الجديدة ولاحظ منطقتى العباسية والقلعة التى كانت بهما الكثافة السكانية الأعلى فقد كان يوجد بكل منهما مدفعان وليس مدفعا واحدا حيث كان الثانى احتياطيا حال تعطل المدفع الأصلى ثم صارت المدافع بعد ذلك تخرج صباح أول يوم في رمضان على سيارات تجرها الخيول لتوضع في أماكنها المعروفة فى خمس مناسبات فقط هى رمضان والمولد النبوى وعيد الأضحى ورأس السنة الهجرية وعيد الثورة

أثناء فترة الحروب أُهمل مدفع رمضان وبقى متوقفا حتى عام 1983 حينما أصدر وزير الداخلية قراراً بعودته ثم توقف مرة أخرى عام 1992 بعد دراسات حذرت من أثر صوت طلقات المدفع على مبنى القلعة ومسجد محمد على بها فتوقف من جديد حتى عام 2021 حينما أعادته وزارة السياحة والآثار للإنطلاق لكن هذه المرة من هضبة المقطم ليس ببعيد من موطنه الأصلى القلعة.

فى النهاية طاقم مدفع رمضان يتكون من أربعة أفراد وطلقته صوتية وليست ذخيرة حية ولا يقتصر وجوده على القاهرة وحدها بل ينتشر فى جميع عواصم المحافظات تقريباً.

عن khalaf a

شاهد أيضاً

المصريين ومحبي ال البيت يحتفلون بمولد سيدى أحمد البدوى بطنطا والليلة الختامية غدا الخميس

تابعة– الكاتب سمير احمد القط وسط أجواء روحانية وابتهاج وفرحه وابتهاجا وبمجالس وندوات وحلقات للذكر …

اترك تعليقاً