أخبار عاجلة

الصداحة شريفة فاضل ..رحيل بعد صمت طويل -الصدَاحة شريفة فاضل بقلم:صافي ناز كاظم.

الصداحة شــــــــــــــــــــريفة فاضل
رحيل بعد صـــــــــــــــــــمت طويل

الصدَاحة شريفة فاضل
بقلم:صافي ناز كاظم.
مازلت من زبائن المذياع، المذياع بجانبي مؤشره ثابت عند إذاعة القرآن الكريم، في البهو مذياع آخر عند البرنامج العام. احتجت أن يكون بيدي ترانزستور صغير يتنقل مؤشره حرا بين المحطات، واكتشفت إذاعة الأغاني، وعرفت أوقات غناء عبد الوهاب القديم وأم كلثوم، والأوقات التي تطردني فيها الأصوات المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة والتي أكل السبع أحبال صوتها، فجأة يلمع صوتها كالجوهر على القطيفة السوداء ماسة مصقولة بألق نادر، ليس مبعثه حلاوة الصوت وحدها.
من المذياع الصغير تنتفض شريفة فاضل بوجد النغم و “آآآه م الصبر آآآآآآآ …ه”. اللحن جياش، ناري، متأجج، وروحها الوثابة تناول أحبالها الصوتية الجمرات. هل السر يكمن في البحة المطعمة لانسياب الآه، أم هذا التمكن والارتكاز القدير فوق المقام، أم هذه اللعلعة الواثقة تروح وتجئ بالليل والعين ، تتجول كيفما شاءت، مهرة خفيفة الظل مسحوبة بعشق المراعي الخضراء، وشوق الخروج إلى البراح الريان بأنهار العسل واللبن، آمنة من العثرات؟
تعرف، بعد امتشاق الموال، كيف تؤوب قافلة إلى القاعدة، مستقرة تماما من حيث انطلقت. أجلس بالمذياع، لتهدأ ذبذباته ويأتيني بالوضوح الأنقى.
مطربتي المفضلة. أحبها كما أحب عبد الوهاب القديم. لم أرها في حياتي، لكنها ابنة جيلي. ترسخ اسمها في وجداني منذ الطفولة بوميض ثقافي، ممثلة فصيحة، طفلة وصبية، مازلت أحفظ كلماتها وهي تؤدي “هوايينا”، دور البطولة أمام المذيع المخرج الممثل الفنان عبد الوهاب يوسف في برنامجه الغنائي
“في جزر هاواي”، عبد الوهاب يوسف بصوته، متناهي العذوبة وإلقائه المغرد: “ملاح غريب تائه مع الأمواج” هكذا يعرفها بنفسه حين يسمع ضحكتها فيقول: “يا للجمال .. من أين .. من أين”؟ وصوتها الصبوح يجيب “من البحر”. و”من أنت”؟، “حورية الماء”، “من هذه الجزيرة”، “إنها جزيرة هاواي .. بدأنا مع الحياة كما بدأت وعشنا كما عاشت، فراشنا عشب وزهر، وثيابنا ورد وعطر، وحياتنا، رقص وشعر، ونحن مع أمنا الطبيعة حيث كانت وحيث تكون ..”.
توفي عبد الوهاب يوسف 29 من نوفمبر 1951، لابد أن يكون هذا البرنامج قد تمت إذاعته قبل هذا التاريخ بعام على الأقل، صوتها يشي بأنها صبية لم تتعد الرابعة عشرة. قدمها بابا شارو في حديث الأطفال ممثلة. يبدو أن أحدا لم يكن منتبها إلى جمال صوتها، لأن عبد الوهاب يوسف كان قد اختار المطربة شهرزاد لتغني ” في جزر هاواي” أمام كارم محمود، بينما أدت شريفة فاضل دورها التمثيلي فقط، لعلها كانت أصغر من أن تلقى عليها مسئولية الغناء بالإذاعة، حتى أن بابا شارو أخذها في “عذراء الربيع” واحدة من رفيقات “آزار”، مع “نوال الجمل”، و “سوسن ندا”، و”شريفة فاضل” تقول بصوت الصبايا: ” يا أم آزار .. سمعت صوتا يناديها، ولم نسمع شيئا، ورأيت طيفا يقبل عليها ولم نر شيئا، ثم … عصفت الدنيا فلم نجدها، كأنما تخطفتها السماء أو ابتلعتها الأرض.. “، وكان “الصوت الجديد جيهان” هو موهبة الغناء التي غنت بلسان آزار – سميحة سامي التي صارت سميحة أيوب”، ” أماه .. يا أماه ..” فقطعت قلوبنا الصغيرة.
محمد محمود شعبان وعبد الوهاب يوسف مكتشفان للمواهب، فكيف فاتهما اكتشاف الصوت الكنز للصبية شريفة فاضل التي بلغ ولعها بالغناء حد قبول الزواج من الفنان سيد بدير، المتزوج والأب في سن والدها، لعلها تأخذ فرصة البزوغ كمغنية وسلطانة طرب؟.
بين “الصبر” و”أمانة يا بكرة” و”والله لسه بدري والله يا شهر الصيام”، تستضيفها المذيعة لتتكلم عن مشوارها. اختلف صوتها كثيرا عن تلك الصبية “هوايينا” و “رفيقة آزار”. تتكلم بجدية واستقامة ونبرة يشوبها الكدر.
لماذا كل هذا الضيق في صوتك يا فوقية محمود أحمد ندا؟
جدها هو المقرئ الشيخ أحمد ندا صاحب الحنجرة الذهبية الذي أنشد الشيخ محمد رفعت و الشيخ علي محمود وراءه، ومازال صيته في فن وحلاوة تلاوة القرآن الكريم قائما إلى اليوم، وكان له قصر جميل في حلمية الزيتون، وقت أن كانت ضاحية غناء، هكذا حكت لنا أمي رحمها الله. بسبب هذه الخلفية، تخفت “فوقية محمود أحمد ندا” خلف اسم “شريفة فاضل” منذ أطلت من المذياع طفلة موهوبة، وظهرت في فيلم “الأب” أمام فؤاد جعفر تؤدي دور صبية عمياء وتغني بمرح وبشاشة “يا قطن يا حليوة” و”فرحانة لفرحك وبغني”. بعدها أخذها الفن تماما من زمالتنا الوجدانية التي وحدتنا معها عبر بابا شارو و عبد الوهاب يوسف وحافظ عبد الوهاب في برامج الإذاعة الفصحى الثقافية. لكنها كانت قد حفرت لدي مكانتها الأثيرة، أرقبها من بعيد، وأقتطع لها كادرا يبرزها وحدها بعيدا عن “كازينو الليل” الذي امتلكته في السبعينات،ولم يعجبني أن تمتلك رفيقة آزار، “بسمة الطفل الرضيع و نوار الربي” ملهى ليليا.
أكتفي بسماعها من الإذاعة ويدهشني الأرغول في حنجرتها. أهرع إلى شاشة المذياع المرئي حين تظهر في حفل غنائي، وأطمئن إلى أنها لا تزال بوميضها الثقافي تنتفض بوجد النغم. مهما شبت وانتشت واندمجت، فهي غير متكسرة، وغير غامزة، غير غانجة، مأخوذة إلى آبار مشاعرها ومخزونها. صداح صوتها، بوهجه المشمس، حار، مستقيم، جاد وعفيف مهما تراقص الإيقاع، وتمايل الرأس متسلطنا. مظاهرة من الفرح، صدق عبد الوهاب حين أسماها: المزغردة.
** لم أستطع أن أقاوم الاتصال بها لأقول لها، قبل فوات الأوان، لا حق لك في الضيق، فمازلنا على قيد الحياة، نحن الذين نحب “السماع” ونقدر الفن. قالت لي صديقتي الكاتبة عائشة صالح إنني سأجد رقم هاتفها لدى “سامي العدل”، لأنه اشترى منها ملهى كازينو”الليل”، وفعلا عن طريق صديقتي بسمة صلاح حسين، أعطانا منزل الفنان “سامي العدل” رقم هاتف شريفة فاضل.
– “في الغردقة” قالت التي ردت على الهاتف.
– “نائمة .. اتصلي الساعة 2:30 ظهرا” قال الصوت الرجالي.
– ” نائمة .. اتصلي الساعة الثالثة” الصوت ذاته، قلت: “كلاكيت آخر مرة لن أتصل بعد ذلك” .
– “لماذا أنت عصبية ؟”.
– “لأني عصبية”.
– “ثانية واحدة”.
جاءني صوتها: – “معلهش .. نايمة لأني متضايقة”.
أفهم تماما هذه الحالة.
بسرعة تآلفنا كأننا على مدى السنوات كنا أصدقاء من الروضة حتى ..
تحدد موعد اللقاء يوم الأربعاء 22 أغسطس 2001 عصرا في منزلها: “أول عمارة بنيت في مصر من 30 دورا أمام المريديان، عمارة البلمونت، دور 17، ساكنة فيها من أول ما تم بناؤها من زمان خالص”. قلت لصديقتي : ” أنا رايحة أقابل شريفة فاضل”. قالت: “آجي معك طبعا”. صديقتي وزميلتي من الروضة حتى الجامعة، وتحفظ معي عن ظهر قلب ما كانت تقوله شريفة فاضل مع عبد الوهاب يوسف وبابا شارو ونردده في المدرسة. قلت لصديقتي وداد متري، قالت: “يا ريت أكون معك .. بس خذي إذنها”. وداد سميعة، تحب وتقدر صوت شريفة فاضل “أنا ما أنساش لما غنت أول مرة في حفل عام وكان في نقابة الصحفيين سنة 1958، كانت الصحفية بالأهرام والشاعرة جاكلين خوري قد نظمت الحفل، وحضرت فيه صباح واثقة من نفسها، وقال لي الأستاذ رشيد خوري والد جاكلين، الذي كان يجلس بجانبي: شريفة دي مطربة هايلة، بس هي اليوم مرتبكة وخايفة لأنها أول مرة تغني في حفل عام”.
وهكذا ذهب ثلاثتنا إلى “شريفة فاضل” بكل الحب والتقدير، ومن اللحظة الأولى أحست هي أنها: “طفل أعادوه إلى أبويه”. بين الفرحة والشكوى والذكريات المبهجة والدامعة، والأمل واليأس، بين: “أنا لسه قادرة..” و “أنا خلاص .. ” امتدت جلستنا مع شريفة لساعات شائقة، خفيفة الظل، مليئة بالمزاح، والقهوة بالزبدة، وصفة أم كلثوم لجلاء الصوت!.
** تروح وتجئ واقفة، تأخذنا داير ما يدور شرفاتها لنرى النيل من العلو الشاهق، هذا المريديان الجديد، وهذه بنايات قصر العيني، وهذه لوحاتها الزيتية “البانتير” التي رسمتها بنفسها، نتاج دروس في مدرسة “لا روز دي ليزيه” التي التحقت بقسمها الحر لتتعلم الرسم على يد الراهبات، وهذا “بيانو أمي، المطعم بالصدف “، عزفت الأم عليه كثيرا ثم أهدته لابنتها، تمرن صوتها كل يوم على دقاته، “من الدو العالية إلى الدو الواطية ومن الدو الواطية إلى الدو العالية .. كل يوم تمرين لازم ..”، أما شجرة العائلة المنسوبة إلى الإدريس الأكبر سليل سيدنا الحسين بن سيدنا علي والسيدة فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهي في بروازها الجميل معلقة على الحائط عند المدخل، أعادت رسمها بعناية وكتبت الأسماء بخطها الواضح المنسق؛
تبدأ الشجرة من عند: الشيخ أحمد الكبير بن عبد السلام فتح الدين محيي الدين القليبي الشريف الواقف، ثم عثمان جلال الدين رضي الله عنه وعن أجداده الطاهرين، ثم أحمد عبد السلام الشهير بأحمد ندا، الشيخ أحمد ندا، نفيسة وزينب ومحمود و أحمد ومحمد. ومحمود والد شريفة فاضل واسمها الحقيقي فوقية، وأخوتها: كاميليا و ممدوح و سناء وفايقة وجلال.
– ” السيدة نفيسة – رضي الله عنها- جدتي، جاءت زوجي في المنام ، تيجي لزوجي ليه ؟ .. ما تجيني .. قالت لزوجي: خليها تجيني .. عشان القضية .. أقسم بالله .. لبست ورحت لها .. وجم الناس سلموني حقي من غير قضايا..”!
***
– “لما رحت المغرب، قال لي ملك المغرب.. الملك الحسن .. جدك الإدريس الأكبر في فاس، روحي زوري جدك، وأرسل لي قفاطين وسيارة .. دخلت قلت: السلام عليكم يا جدي .. وشممت رائحة بخور لا أدري منين .. وصليت ركعتين .. الملك قال لي: أنت إدريسية أنا مسئول عنك .. أتاري الإدريس الأكبر جده كمان ..
شوفي يا ستي الإسورة دي .. أنا حبيت أوريها لك .. دي الملك الحسن أهداها لي .. ياقوت وزمرد وماس على ذهب عرض أربعة أصابع .. بعت من صيغتي كتير .. لكن لا يمكن أبيع الإسورة دي ..”.
أنا – “كان يحب الفن..”
– ” بس كان يحبني أكثر، لأني كده أبقى بنت عمه .. كان يقول لعبد الحليم حافظ .. اعمل حسابك مافيش حفلة في المغرب مامفيهاش شريفة فاضل الإدريسية .. قال لي الملك: ممكن أعطيك الجنسية المغربية مع المصرية .. بس تقعدي 6 شهور في السنة بالمغرب .. قلت له: ما أقدرش ..أهلي وكياني في مصر ..
***
– “والدي محمود ندا كان موظفا في وزراة الزراعة .. كلنا موظفون مافيش في عائلتنا تجار .. والدتي انفصلت عن والدي وتزوجت من ابن محمود الفلكي باشا .. ميدان الفلكي نسبة إليه .. وراحت سكنت في عوامة في كوبري الجلاء .. و أنا تربيت معها .. زوج أمي كان طيبا .. كأنه أبي .. لم يضايقني انفصال أمي عن أبي ولا حسيت بأي قلق .. كنت أغني في العوامة وصوتي يسمع جيراننا سيد ياسين صاحب مصنع ياسين للزجاج .. كان منتجا .. قال لأمي يأخذني أطلع في فيلم .. كنت طفلة ومثلت وغنيت في فيلم “الأب” وأخرجه عمر جميعي .. وأحضر لي دروسا خصوصية في العوامة عند أمي – رتيبة هانم – إلقاء و تواشيح وأصول الفن و الغناء ومخارج الألفاظ .. عشان كده دخلت معهد التمثيل وكنت أصغر واحدة .. كان عمري 13 سنة أو 14 سنة .. وكنت أروح أنا وصحابي الإذاعة لبابا شارو .. نوال الجمل مازالت صديقتي ..”.
– ” مفيش في عائلتنا حد عمل بالفن غيري وسناء ندا أختي .. كانت مُدرّسة وأنا أحضرتها دوبليرة لي لما كنت بعمل أوبريت “حمدان وبهانة” في الفرقة الاستعراضية .. لكن العائلة فيها أصوات حلوة لم تعمل بالغناء .. ابنة عمتي .. أنا وارثة قوة الصوت من جدي الشيخ ندا .. سمعت عنه كان يقرأ في السيدة زينب يسمعوه .. من غير ميكروفونات .. في كل المناطق المحيطة والشوارع تتقفل، وكان الوحيد اللي عنده عربية بأربعة خيل، الملك بعت له قال له: خلي عربيتك بحصانين بس! بلاش أربعة لكي لا يتساوى بالملك ..”.
أنا – “أي ملك؟”
– “ملك مصر .. في زمن جدي .. ما تسألينيش عن أسماء وتواريخ .. ما افتكرشي .. و أنا لم أعاصر جدي .. أهو كلام سمعته من أخي نقلا عن والدي ..”.
– ” .. تعرفت على سيد بدير من الإذاعة، كان كبيرا عني، تمسكت به، أحببته كأبويا، كان عنده سيارة، وكان متزوجا وله أولاد، وقال لي: شوفي لي عوامة جنبكم، أخذته ورحت لمامتي .. وتعرف على أمي .. وكان يقول لمامتي: يا أبلة عشان هو مقارب لها في السن، تمسك بي وأحبني جدا، وأنا قلت: هذا فنان كبير وح يطلعني .. كان عندي 15 سنة لما اتجوزنا .. وجبت منه ابني الشهيد سيد وابني سامي متجوز أيرلندية وعايش في دبلن وعنده بنتان .. عشت مع سيد بدير 9 سنوات .. معاملة حلوة وغيرة عمياء .. لأ غيرة إيه، غيرة قاتلة، ممنوع أروح لقرايبي، شريفة جاية عندكم ما حدش من الرجال يكون موجود .. اللي مفروض يطلعني مش راضي أمثل أو أغني .. اتخنقت ..الغناء عندي عبادة .. معرفش الخلاعة .. أحب الغناء أكثر من التمثيل و كل شئ في الدنيا، لو لم أغن مش عارفة كنت أعمل إيه .. قلت لسيد بدير: لازم تعمل لي فيلم .. طلاقي كوم وتعمل لي فيلم كوم .. عمل لي فيلم “ليلة رهيبة” غصب عنه، وغصب عنه وبرغم أنفه غنيت في الفيلم غنوة شهرتي .. أمانة يا بكرة .. تأليف: اسماعيل الحبروك وتلحين: الموجي وهي التي عرفت الدنيا بشريفة فاضل .. أنا لولا الغنوة دي نجحت واشتهرت ماكنتش ح أبقى شريفة فاضل ..”.
***
– ” .. كنت أغني لأم كلثوم واسمهان وليلى مراد .. لا يمكن أغني غنوة غناها راجل .. الطبقة غير الطبقة .. غنوة الست شئ غير غنوة الراجل .. كنت أحب قوي غنوة ليلى مراد .. من بعيد يا حبيبي بسلم .. كنت أقعد أغنيها في البيت لوحدي .. هو مين حبيبي ده؟ .. مش عارفاه .. حاجة كده جوايا عاوزة تطلع ومش عارفة أطلعها .. كان لازم يتم الطلاق بيني وبين سيد بدير .. فطلقني زي ما أنا عاوزة لأنه مش عاوز يضايقني ..
وتزوجت اللواء علي زكي .. أحببته جدا. لم أحب في حياتي إلا زوجي هذا .. و أنجبت منه تامر .. متزوج تامر وعنده بنت .. زوجي كان يدير كازينو الليل .. أنا مالكته وهو المدير .. لما تعرض لأزمة صحية شديدة .. سلم الكازينو لناس استولوا عليه لمدة خمس سنوات لم يدفعوا لي مليما .. وبعد خمس سنوات سلموه لي و عليه ديون 300 ألف جنيه أنا أسددها .. كان عندي دولاب مليان صيغة، بعت منه كثير، 5 سنين من غير أي دخل .. أنا كنت ملكة الأفراح، ما حدش بياخدني .. مش مطلوبة، ولا حد بيرضى ياخدني ..
أنا – “مش فاهمة حكاية كازينو الليل، أنت بعتيه لسامي العدل؟”
– ” .. إطلاقا .. أنا عارضاه للبيع كنت بسبعة – ملايين جنيه – قالوا لي السوق وحش .. عرضته بستة .. بس يجيب أي حاجة .. لكن سامي العدل .. لا كلمني ولا اشتراه ولا عرض يشتريه .. و الحقيقة أنا قلت لماجدة زوجته، والنبي تقولي لسامي وإخواته واللي تعرفيه .. يشوفوا حد يشتريه .. أنا ح ابيعه .. و ده ألف متر ملكي أرض وبناء وطوب واسمي وكياني، عمري كله، يتعمل مسرح تحت وسينما فوق .. يتعمل كل حاجة .. و فيه دورين كمان .. أنا أخذته من اللي كانوا مستوليين عليه وقفلته، مش عاوزة الشغلانة دي تاني .. وأنا أصلا ما كنتش بنزل أغني فيه .. ده قبل ما يتاخد مني بثلاث سنين ما كنتش برضى أنزل أغني .. ما أنزلش .. الجمهور مش هو .. مش أنا شريفة فاضل أنزل أغني هناك .. مش بتاعي؟، لكن لآ .. آه ..لآ .. اسمي وتاريخي .. المكان بتاعي .. آه لكن مش مناسب لي .. مش مشكلة .. كان زوجي يديره ولما تعب سلمه لناس استولوا عليه أونطه. لكن الحمد لله ملكي رجع لي .. وعاوزه أبيعه وأخلص .. تصوري بقى .. خمس سنين لا بشتغل ولا بيجيلي قرش .. وحياتي كلها بتتاخد .. ده أنا كويس إني واقفة قدامك .. دي قوة من عند ربنا .. ده صبر ..”.
أنا – ” ربنا بيحبك لما أبعد عنك كازينو الليل”.
– ” الليل أساء إلي .. منعوني من الحفلات عشان هو ملهى ليلي .. لكنه كان في الأول مكان محترم، وكنت أحترم نفسي .. عمري ما قعدت في الصالة مع أحد .. كل الأمراء يأتون إلى مائدتي وجوزي معايا .. عارفين أنا ما أقعدش مع أحد ..”.
– ” فيلم سلطانة الطرب كان من إنتاجي ومن اقتراح سمير صبري، جاني سمير وقال لي: إيه رأيك تعملي فيلم عن منيرة المهدية، وتكوني أنت منيرة المهدية عشان أنت صوتك جميل جدا وتقدري تقولي القديم، أنت بتقولي حاجات تانية .. لكن تقولي القديم كمان .. وافقت ونجح الفيلم .. سيناريو: محمد سامي وإخراج: حسن الإمام .. كسبت منه الشهرة ولم أخسر ماديا .. نقيت لمنيرة أغاني وأعدت صياغتها مع الموسيقار حسين جنيد .. غنيت لها .. أسمر ملك روحي و ياما أنت واحشني .. شفتي أنا قلت يا مانت واحشني جميل إزاي ؟ .. وقلت غنوة لها ظريفة دمها خفيف بتقول: ما تخافش علي أنا واحدة سجوريا في العشق يا إنت واخدة البكالوريا .. طلب مني حسن الإمام أغني ارخي الستارة .. رفضت، قلت ليله في العمر، ويا مصري اسمع نصيحة تنفع – مالك وجهدك والبيجي بيجي لسيد درويش .. بعت كل حقوق الفيلم والأغاني .. تأثرت جدا بقصة حياة منيرة المهدية .. لو شفت الفيلم تاني ح تشوفي إني كنت بعيط في الفيلم حقيقي .. مشهد منيرة المهدية على المسرح والناس بتضحك عليها ومش بيسمعوها .. مكياجي كله راح من كتر العياط الحقيقي .. حسيت بأزمتها تماما .. كنت عاملة حساب اليوم ده لما يحصل لي نفس اللي حصل لمنيرة المهدية .. مشهد وأنا بقول لسمير صبري – زوج منيرة في الفيلم- أرجع تاني .. لا .. البركة في فلان وفلان وفلان وفلانة ما خلاص أنا بقى .. زي أنا فعلا دلوقت .. أيوة أنا حاسة إني مخنوقة .. عايشة ومش عايشة ..”.

** كانت قد أشعلت السيجارة وراء السيجارة وأنا مشفقة مذهولة من جرأتها على التدخين بكل هذه الشراهة، من دون خوف على لياقتها الصوتية .
أنا – “بقى لك قد إيه بتدخني؟” – ” من ساعة استشهاد ابني ..”.
أنا – “مش ممكن حد يغني ويدخن ..”
– ” متهيأ لك .. مالوش علاقة .. أقسم بالله ماله علاقة مؤثرة على الصوت..”.
أنا – ” عبد الوهاب قال ..”
– “معلهش .. معلهش .. هو .. عشان كان صدره .. وبتاع ” ..
أنا – ” أم كلثوم ما كانتش تدخن ..”
– ” أنا بقى بدخن .. ليه؟ عشان العصبية اللي في .. وبعدين إذا كان أنا بقى لي مدة لا أغني .. ح أحافظ على إيه ؟”.
أنا – “التدخين مؤذ على مستويات كثيرة .. ”
– “والحمد لله أنا كويسة”.
أنا – “طيب”.
– ” أنا بحاول أقلل .. الدكتور قال: كفاية أقلل .. ما تخافيش صوتي أحلى من الأول .. بمرن نفسي .. مازلت قادرة على الغناء .. أنا لو مش قادرة ما كانش يبقي عندي أزمة ..”.
أنا – ” ده إنت في أزمة وأنا مش واخدة بالي؟.”
– ” أزمة وأي أزمة .. أنا بقى لي 15 سنة ممنوعة من الغناء في التلفزيون و حفلات التلفزيون .. أطلع ساعة ضيفة في برنامج سمير صبري .. لكن أنا قد كده عشر مرات .. الموسيقيين مش بتوعي .. وأنا ضيفة .. لكن أنا الإعلام ضدي..:”.
أنا – ” أي إعلام؟”
– ” مش عاوزني .. ما تقوليش ليه .. لأني معرفش .. عشان كان عندي كازينو الليل .. يا سلام؟ طيب .. مافيش كازينو من عشر سنين .. ليه التجاهل؟ .. بقى لي 15 سنة محدش بياخدني .. معقول كل حفلات 6 أكتوبر ما تبقاش فيها مع إني أم البطل الشهيد سيد سيد بدير؟ .. حفلة واحدة بس جابني فيها الوزير صفوت الشريف وبأمر منه، كانت في الإسماعيلية وعيد 6 أكتوبر ولقيت سناء منصور بتكلمني .. إحنا عاوزينك في الإسماعيلية، مارضيتش أقول: لأ، قلت لها: يعني افتكرتيني إزاي؟ قالت لي: الحقيقة مش أنا .. ده أمر من السيد الوزير وعلى هذا هناخدك عشان تقولي أم البطل، المفروض في الحفلات أقول غنوة وبعدها أم البطل، لكن قالوا لي تغني غنوة واحدة أم البطل .. أنا فاهمة إن الحفلة كلها كده .. ورحت الإسماعيلية ثلاث مرات رايح جاي بروفات و أوركسترا .. على المسرح لقيت كل اللي بيطلعوا من جميع الدول العربية بيغنوا غنوتين .. الله. وأنا لأ ليه ؟ فلما دخلت قلت أم البطل وكان الجمهور كله عساكر وضباط مارضوش يخلوني أنزل إلا لما أقولها مرة تانية .. قلت كويس أديني قلت غنوتين وده من فضل ربنا .. كل الجنود كانوا بيغنوا معايا .. شايفة الجمال .. ده كان من أربع سنين، بعد كده خلاص .. إقفلي ..”.
– ” .. خدوني في لبنان .. أنا لما رحت حسيت بشريفة فاضل، قلت: يا خسارة، يا خسارة يا بلدي حاجة تحزن .. استقبلوني كأني ملكة نازلة عندهم .. سألوني في فضائية لبنانية، وينك من الإعلام شريفة فاضل؟، وينك من التلفزيون المصري وأنت من علامات الفن في مصر؟.. وفينك من الحفلات؟ .. قلت لهم والله مش عارفة .. أنا نفسي مش عارفة أنا فين من التلفزيون المصري ومهرجانات الغناء والتكريم .. اللي بيحصل ده غريب ومش منطقي .. 15 سنة كنت بعيدة عن لبنان قلت لهم أنتم فكرتوني إني شريفة فاضل .. راحوا كلهم واقفين يصقفوا. وإلا لما قلت أم البطل، وغنوة الصبر حاجة فظيعة، عاملينها زي النشيد القومي حتى الصغيرين بيقولوها .. جابوا لي وليد توفيق المطرب قالوا له كيف تاخد منها أغانيها، قال: هي مش من أعلام الغناء في مصر، ما بناخد من أم كلثوم. اتكسفت .. سكت”.
** تلبس فيروزا بكثرة، الحلق، الخاتم، السوار، العقد، كلها أحجار فيروز.
أنا – ” تؤمني بالحسد يا شريفة ؟”.
ردت بحماسة – ” قوي ي ي ي أنا بنت نظرة .. أنا كان نفسي أجيب لكم واحد هنا مش ح أقول له انتم مين .. تحطي إيدك على يده وتقولي السؤال .. تطلع الإجابة بارزة من لحمة مش بحبر.. ببروز من لحمة اسم المسئول عن منعي .. أنا ماكنتش أعرف مين اللي عامل في كده والتلفزيون ما بياخدنيش ليه … أحمد سمير – الله يرحمه – كان وعدني أطلع في ليالي التلفزيون و مخدنيش .. قلت له أول واحدة مخدتنيش والثانية والثالثة طب والرابعة .. هو كان مكسوف يقول لي بصراحة دي حاجة ممنوعة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. جبت أنا بقى ده يكشف لي أشوف مين اللي مانعني سألت وشلت إيدي من على إيده لقيت مكتوب باللحم البارز. أنا كنت ح أموت .. جسمي قشعر..”.
أنا – “مثل جهاز إظهار الرقم في التليفون؟”.
– ” .. لأ مش كمبيوتر ده باللحم من اللحم ..”.
أنا مازحة أقلد العراف في عذراء الربيع – ” أيتها البئر المقدسة اكشفي على صفحة الماء مكنون الغيب والخفاء!”. وضحكنا جميعا ، وعاد إليها المرح فتذكرت انها لم تقدم لنا شيئا نشربه، طلبنا قهوة وطلبت قهوة مغلية وعليها قطعة من الزبد.
– ” .. القهوة دي وصفة أم كلثوم للصوت .. قابلتها، وأنا لسه طالعة، مع سيد بدير.. في بيت أسرة الدعيج الصباح، هي كانت صديقة لهم، كان عندهم خطوبة، قالوا نجيب شريفة فاضل اللي طالعة تغني مبروك عليك يا معجباني يا غالي .. قالت لهم: أنا عاوزة أشوفها، فجابوني، ماهو لو ماوافقتش ماكانوش جابوني، أنا كنت لسة عيلة لا أهاب حد ولا يهمني حد، فدخلت لقيت أم كلثوم، وأنا أعبد، أستغفر الله العظيم أنا ما اعبدش غير ربنا، قصدي أحبها حبا كبيرا، وأبويا كان يحبها، حببتني في الغناء، وتعلمت من غنائي لها وأنا طفلة ..ما كانش عندي غير غنوتين .. أمانة يا بكرة ومبروك عليك .. قمت غنيت الغنوتين، بقت تصقف لي قوي، جت جنبي كده وطبطبت علي .. وقالت لي: أنت عارفة يا صغيرة أنت ح تمسحيهم كلهم، بصيت لها .. قالت لي: آه سيبك بقى من مين ومين ومين .. أنت ح تاكليهم .. ح تمسحيهم مسح .. والله باللفظ ده قالت لي .. في صوتك حاجة أنا ما سمعتهاش قبل كده، صوتك جميل وسليم و فيك بحة جميلة، وبعدين أنت ياختي ما بتقلدنيش، كلهم يطلعوا يقلدوني لكن أنت لك لون لوحدك .. عشان كده ح تبقي جميلة”.
أنا – “وقالت لك على القهوة بالزبدة؟”.
– ” لا أنا شفتها هناك قالت لهم هاتوا لي قهوة سادة وحطت حتة زبدة عليها .. أنا اللي تنبأ لي برضه بأني أكون شريفة فاضل هو الموسيقار عبد الوهاب .. قال لي صوتك بيزغرد .. أحب أغني لأم كلثوم . بس أغنيها كشريفة فاضل .. والجمهور لما كان يطلب مني أغانيها .. لسه فاكر، وأنساك، كنت أقولها حلو قوي قوي قوي .. أغنيها بإحساسي أنا ولا أحب حد يقارني بأم كلثوم لأني أنا مش أم كلثوم..”.
– “أنا غنيت في فرح هدى عبد الناصر .. كانت أم كلثوم وأنا فقط .. وكان كل اللي حيلتي مبروك عليك يا معجباني وأمانة يا بكرة .. وبعد ما عملت غنوة فلاح كان ماشي .. عملت غنوة صعيدي عشان جمال عبد الناصر قال: يا ستي يعني تغني للفلاحين وما تغنيش للصعايدة .. والسادات كان يحبني خالص والسيدة حرمه لأنه كان سميع ويقدر الغناء .. كان الفرح اللي يحضره وأكون بغني فيه يقول: حطوها بدري قبل ما امشي .. كل فرح يحضره لازم أنا في الأول .. يقولوا: عشان سيادة الرئيس عاوز يسمعك قبل ما يمشي على طول .. أنا عملت له أغنية: أسمر يا سمارة يا بو دم خفيف، حبيتك يا سمارة وأنا قلبي ضعيف .. ولما كنت أروح فرح .. كانت مدام جيهان تشاور لي .. أقول لها: عارفة .. ح أقولها .. يضحك هو بقى .. يا سلام ..”.
تحضر حنان قهوة شريفة أم زبدة ، وتدندن شريفة بياليل وعين، فتقول وداد: “منهم لله اللي حارمينا منك”
أقول: “نشتري شرايط ” أكون بذلك قد لمست عصب الآلام عند شريفة فاضل من جديد: – ” تشتريها منين؟، ماليش أنا في السوق شرايط .. شريفون، مسكها زوجي ولم تنجح وشريفون هي السبب في إني مت في السوق: ليه؟ .. جوزي يمسك شريفون ويعمل شركة كاسيتات .. مين ياخدني .. كان صوت الفن في الأول هو اللي واخدني .. لكن شركة جوزي فشلت في التوزيع وخسرنا وأغاني ماتت، نامت، لأ ماتت، مافيش .. كله غلط في غلط .. بزعل على نفسي أبص ألاقي اللي بيغنوا دول وأنا قاعدة في البيت .. ليه ..”.
أنا – ” إيه اللي ممكن يفرحك النهاردة؟”.
– “مفيش حاجة دلوقت ممكن تفرحني ..”.
أنا – “أنت شخصية زعلانة على طول ؟”
– “آه طبعا .. أما مافيش حاجة تفرحني .. الحمد لله .. اللي ربنا يجيبه كويس ..”.
أنا – أين أنت من مهرجان الأغنية الأخير، هل تمت دعوتك؟.
– “أين أنا؟ أنا بسأل … عمالين يكرموا الناس .. وأنا لم أكرم حتى الآن ..”.
أنا – ” في حياتك كلها؟”.
– ” لأ .. لأ .. أيام السادات كرموني من 20 سنة يعني .. أيام عبد الناصر لم يكن لي الرصيد الفني الكافي .. لكن وقت الرئيس السادات كنت عملت رصيد يستحق وكرموني كثير .. حتى التلفزيون كرمني .. تعالي شوفي الدولاب اللي مليان جوائز ومداليات .. أنا كرمت في كل الجبهات عشان أم البطل .. دلوقت تصلني دعوات في مناسبات فنية لكن مابحضرش .. بقيت أحس إني غريبة .. بحس إني مش منتمية لأهل الفن .. مرة ذهبت لمهرجان الأغنية .. رحت مالاقيتش مطرح .. بطلت خالص .. بطلت مهرجانات وزحام .. خالص ..أخذت على نفس عهد …”.
أنا – ” تحبي يقال لك أم البطل أو سلطانة الطرب؟”.
– ” أم البطل أحب لقب لي .. بس كمان بحب سلطانة .. اللنش بتاعي في الغردقة اسمه سلطانة ..”.
أنا – “الغردقة؟”.
– “عندي فيها فيللا .. بروح أرتاح .. و لنش السلطانة .. آخد جوزي .. وأروح أصيد سمك .. ما دام مفيش شغل .. خلاص أعيش حياتي .. “.
أنا – “مازال لديك جمهور يحبك “.
– “انتم عشان من سني .. من زمني الجميل .. أما الشباب .. لا ما يعرفش شريفة فاضل .. ما يحسوهاش ..”.
أنا – “كيف يمضي بك اليوم؟”.
– ” أصحى الساعة 3 قبل العصر، لأني بصلي الفجر .. بلاش تقولي ده .. عشان الناس ما تقولش ياه .. ح تقول باصلي وأعمل .. أنا أحب الليل .. أنام النهار واصحى الليل .. طول عمري بغني أو مش بغني، عندي شغل أو ماعنديش شغل .. ألاقي نفسي في سريري الساعة ثلاثة أو أربعة صباحا .. أقرأ شوية قرآن وأسبح حتى الفجر أصلي وأنام واصحى أصلي الظهر الساعة ثلاثة وأبدأ يومي ..”.
أنا – ” ضيوف ومقابلات؟”.
– “لأ .. بيني وبينك ضيوفنا قلت خالص .. معرفش .. من غير سبب .. أنا كان عندي أصدقاء 35 سنة فجأة ماباقوش يسألوا عني ..”.
أنا – “ألا تفكري في الحج؟”.
– ” أنا حجيت 3 مرات وعمرة 3 مرات بعد استشهاد إبني عشان اطفي النار .. وربنا خلاني أشوف في ابني سامي كأنه ابني الشهيد سيد . ده لطف إلهي . والحمد لله

(المصدر صفحة الكاتبة بالفيس بوك )

 

عن سمير القط

كاتب صحفى وأديب وشاعر ، عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية - عضو لجنة الإعلام - نائب رئيس مجلس الإدارة ومدير التحرير

شاهد أيضاً

أكتوبر تاريخ لا ينسي..!

خلف الله الأنصاري يكتب:- يوم السادس من أكتوبر من كل عام تجمعنا ذكري انتصارات أكتوبر …

اترك تعليقاً