أخبار عاجلة

لم أعد أحلم…!

 محمود عبد الفضيل يكتب:-

بعد عناء كبير في الحصول على الشهاده الجامعيه و الالتحاق بالخدمه العسكريه
خرجت أبحث في سوق العمل عن وظيفه أحقق فيها أحلامي التي رسمتها خلال فتره دراستي ونظرا لوجود اعداد كبيره من الخريجين و انتشار البطاله و صعوبه الحصول على عمل مناسب في زمن انتشرت فيه الواسطه و المحسوبيه و أصبح الانترفيو يتلخص في سؤال واحد و هو انت من طرف مين او انت ابن مين
اتصلت بحبيبتي و اخبرتها ان الحياه قاسيه و الكل يقاتل من أجل مصلحته و ان تكاليف الزواج الباهظه تقف حجر عثره في ارتباطنا بعد قصه حب عنيفه شهدتها أسوار الجامعه
فأنا كنت في كليه الحقوق و هي كانت تدرس الموسيقى في كليه التربيه النوعيه
ضحكت من اليأس الذي بدأت به المكالمه
وقالت من جمعهما الرب لا يفرقهم انسان او ظروف
استعجبت لرد فعلها
قالت المشكله بسيطه جدا انا عندي عقد للعمل في احد الدول مدرسه للموسيقى و شرط أن اتزوج حتى اصطخب زوجي معي للعمل في تلك الدوله
قلت لها وهل تقبل والدتك ان اتزوجك بدون شقه أو جهاز قالت اكيد لان المرتب مغري و هناك سوف تبحث عن عمل و و نضع القرش على القرش و الجنيه على الحنيه لبناء مستقبل يليق بقصه حبنا
ذهبت إلى بيتها و معي اسرتي و كتبنا الكتاب. وقطعتا تذاكر السفر
وسافرنا الي البلد ابتي تعمل بها الزوجه
هناك وجدنا منزل جيد و كان السكن قريب من عمل زوجتي
بعد شهر سئمت من الجلوس في المنزل و احست بذلك فطلبت من احد زميلاتها ان تبحث لي عن عمل خاصه اننا نحتاج في هذه الفتره للمال لأننا في بدايه حياتنا
و انني كرجل لا احب ان تخرج زوجتي للعمل و انا جالس في المنزل في انتظارها
بعد فتره أخبرتني زوجتي بأن هناك فندق يحتاج إلى موظف استقبال في الفتره المسائيه
وان هذا العمل مؤقت لحين توفير عمل افضل والقاعده احب ما تعمل حتى تعمل ما تحب
وكثير من الأمثال التي سواقتها لي لاقناعي بالعمل في ذلك الفندق
مثل الايد البطاله نجسه
واشتغل بخمسه و حاسب البطال
و الايد العامله احسن من الايد الساجده
ذهبت إلى الفندق و تعرفت على الجميع من الموظفين
وكانت دائما السهره معهم عندي في الاستقبال تتجاذب أطراف الحديث حتى يمضي الليل و يذهب كل واحد منهم الي بيته
وخلال تلك الفتره تعرفت على الكثير من السيدات في الفتره المسا ئيه من الفنانات و الراقصات العاملات في صاله النادي المسماه بالملاهي اليلي خاصه المطربه المغربيه سميحه و ما تتميز به من صوت عذب و حبها لاغاني كوكب الشرق ام كلثوم
و الراقصه لولا و هي خفيفه الدم سريعه الانفعال دائما مزاجها بألفاظ سوقيه و لكن بدلال كببير يجعلك في عالم آخر
و المطرب كبير السن عبد الحكيم حافظ و هو نطرب التراث و الشعبي في. ملهي الفندق

كنت اخرج من الفندق مسرعا لالحق الإفطار مع زوجتي قبل ذهابها للعمل و انام نوم عميق في أحلام غريبه تظهر فيها دائما الراقصه لولا او المطربه سميحه و كنت اقوم مفزوعا على صوت المطرب عبد الحكيم شبانه
و قتها احد زوجتي قد اعدت الغداء في تمام الخامسه نتاول الطعام و نحتسي الشاي في جو صامت هي متعبه من العمل وانا استعد للذهاب اليه
واصبحت الحياه كلها عمل و مناقشات في الماديات و ذهبت اللقاءات الحميمه الي الجحيم و انتهى عصر الرومانسيه
خاصه مع إجهاد الزوجه و تنوع ملابس الزميلات و المكياج و الروائح الساحره و الأحياءات التي تستفز العليل
بدأت قصه حب رومانسيه بيني و بين سميحه و لما احست لولا بذلك أخبرتني ان سميحه متزوجه ولديها اولاد وانها تركت أسرتها في المغرب للعمل في الفندق مناحل تحسين الوضع المادي
وبدأت احكي للولا عم معاناتي مع زوجتي و شعرت هي المشكله و لكنها أخبرتني انها رغم إعجابها بي الا انها متزوجه من مدرب كمال أجسام يعمل معها في نفس البلد ولكن في احد النوادي الراقيه
ولن مشكلتي هي نفس مشكله زوجين في هذه البلد
وهي انهم متزوجين مع إيقاف التنفيذ لان الإجهاد في العمل و تغيير المواعيد و الصراع من أجل الحصول على المال في اقصر وقت ممكن جعل الجميع يؤجل الجب و الزواج و حتى الانجاب وقالت بصوت مؤثر لقد خلقنا الإنسان في كبد
وقتها استئذنت التجهيز لفقرتها الراقصه و جلست انظر إلى السقف في. بلاده شديده و اسأل اي قذيفه أتت بي الي هنا
وهل هذه الحياه التي كنت أتمناها
واين الحب الذي عشته مع زوجتي سنين طوال داخل الجامعه
هل عصفت به رياح الظروف
ام اطاحت به أمواج الحياه العاتيه
كم انتي قاسيه أيتها الحياه
وفي أثناء ذلك ظهر المطرب عبد الحكيم حافظ
و جلس بجواري متسأل في دهشه مالك
و أخبرته عن ما اعانيه
ضحك ضحكه ساخره خرجت من أنفه بعض الأصوات
بطريقه موسيقيه و قال لي في لهجه عابثه
كلنا هنا نلبس قناه السعاده و لكن وراء كل شخص منا حكايه جعلته ينسى نفسه من أجل اولاده و ظروفه
حيث انني كنت مطرب الجامعه و لم احد فرصه الغناء فقررت السفر إلى هنا و العمل في الملاهي الليلي وسط السكري حتى استطيع ان اتزوج و بعد أن تزوجت و جدت مصاريف البيت تزداد يوما بعد يوم حتى بعد انجاب الأطفال نسيت انتي مطرب و أصبحت موظف اغني مايطلبه المستمعون
هكذا انهي عبد الحكيم حافظ كل التساؤلات التي كانت تدور في راسي وتفتك بتفكري و تنهش عقلي
رجعت إلى البيت في ذلك اليوم وانا انسان اخر
تحولت إلى اله نمطيه تعمل حتى تستمر الحياه
وتحولت نظراتي الي زوجتي من حب الي شفقه
ورحمه لانها تعمل و لاتدرك انها أصبحت اله ما تضنعه اليوم يتكرر غدا
اخذتها في حضني و لملمت احزاني و قبلتها من جبينها و خلدنا للنوم
ومن يومها لم يعد تظهر لي لولا و لاسميحه في الحلم
ولكني اقوم مفزوع على صوت عبد الحكيم حافظ وقت اقتراب موعد العمل
تمت

عن khalaf a

شاهد أيضاً

أكتوبر تاريخ لا ينسي..!

خلف الله الأنصاري يكتب:- يوم السادس من أكتوبر من كل عام تجمعنا ذكري انتصارات أكتوبر …

اترك تعليقاً