أخبار عاجلة

فلتطفئوا أضواء المدينة

محمد القاضي  – يكتب 

كانت السماء قديما

تسامرنا كل مساء

حينما تغلق المدينة أبوابها مبكرا

ويخلد الناس إلى نوم عميق

أفترش أنا وإخوتي سطح البيت

في ليلة صيفية لطيفة النسمات

مع قليل من الماء والمؤن

وكثير من المرح والضحك والصفاء

كان الظلام يشدنا بقوة إلى داخله

لا يفلتنا منه سوى

نجمات تقتسم معنا أحاديث السمر

وحكايات أبي

عن حوت يونس

وناقة صالح

وكبش اسماعيل

وبين الحديث والحديث

يسألنا أن نعد نجمات السماء

فيقول أحدنا عشرة

ويقول آخر عشرون

بينما يعلن الباقون

عدم انتهائهم بعد

من العد والإحصاء

وأنا أتابع تلكم النجمة الحمراء

التي يشير إليها إخوتي الكبار

ولا أكاد أراها

فتشت عنها كثيرا

لكن دون جدوى

لعلها كانت حينها

أبعد من مدى عيوني الصغيرات

لطالما تنقلت بين تلكم الأشكال

المسافرات عبر النجوم

فهنا العقرب وهناك الجوزاء

ولعل الحمل ليس عنهما ببعيد

حرصت كثيرا على النظر والاستماع

لكني لم أحرص على شيء

حرصي على ألا أكون

آخر إخوتي نوما

فلطالما حدثوني عن شيء ما

ينتظر النائم الأخير

حقيقة لم أدر إلى اليوم

ما هذا الشىء

لعله طائف من شر

أو زائر من القمر

لكني قطعا

لم أكن لأترك فرصة للإختبار

ظننت وإلى وقت قريب

أن شيئا ما تغير في السماء

فحجب عنا وجه النجوم وثغر القمر

لكني أيقنت وأنا مسافر ليلا

على بعض طرائق الصحراء

أن الذي تغير

ليس هناك في السماء

ولكنه هنا

هنا على هذه الأرض

لقد أحجمت المدينة عن النوم

فأحجمت النجوم بدورها عن السهر

فلتطفئوا أضواء المدينة

حتى أستأنف مجددا

حكاياتي مع السماء

قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏منظر داخلي‏‏

عن admin

شاهد أيضاً

لما ربك يسألك

شيماء ممدوح تكتب:- لما ربك يسألك ساير لنهجي؟ ماسك فمنهجك؟ هتقوله اي كنت لسة خلاص …

اترك تعليقاً