أخبار عاجلة

فرقة فنون مسرحية بورسعيد تقدم مسرحية “عادلون ” لأبير كامو

محمد مزروع يكتب :-
مسرحية عادلون
تقدمها فرقة بورسعيد الأقليميه لتثير فينا كنظار
سؤالا محيراََ ما بين
نبل الغايه وقبح الوسيله.
فرواية ((العادلون)) للكاتب العالمي / البير كامو
تطرح سؤالََ في البداية وتقدم الجواب في النهاية، فيأتينا المخرج الشاب/أحمد يسري
يمتطي صهوة هذا السؤال
كي يمنحنا شعورًا بالراحة وأن لم يكن الجواب دقيقًا، كي تكتمل في عقولنا دائرة
هذا العمل الفلسفي،
فقد يعرف البعض البير كامو ككاتب حائز علي نوبل و قد يجهلونه كفيلسوف وجودي صاحب اشكاليات جدليه تتنقل بين العبثية الوجوديه والتمرد والحب والقتل والانسانيه.
رواية العادلون من هذه النوعية. إن فكاتبها مغرم بطرح الأسئلة الصعبة، والإشكالات الفكرية المعقدة. يكره البقاء عند السطح و يغوص وراء المعنى، يذهب بعيدًا، فأن أصابه التعب إما أن يستسلم للغرق وإما يطفو مرة أخرى على السطح يائسًا محطمًا خالي الوفاض من الإجابة، ويتركنا -نحن المتابعين كجمهور أكثر حيرة وقلقًا، تعصف برؤوسنا الأسئلة التي قذفها علينا، وتدور بنا في دوامة العجز.
وهذا متوقع من ألبير كامو كما هو متوقع من اقرانه بنفس الفلسفة الوجوديه
ك جان بول سارتر وهايدجر وكيركجارد وغيرهم من الفلاسفة والأدباء الوجوديين؛
مسرحية((العادلون)) إشكاليتها الأساسية
حاكم طاغي مستبد، والذي يقتل المظلومين ويفقر المجتمع ويعيث في الأرض فسادًا ، هنا تتجلي اشكاليه السؤال ..ماذا نفعل به؟ كيف نكف شره؟
والأجابه ….ثورة شعبية!
ولكن كيف يتحرك الشعب وهو جاهل ومغيَّب وضعيف ولاهث وراء لقمة العيش المغموسة بالذل؟
هل بانقلاب داخلي وقتل المستبد؟
وكيف نضمن أن المنقلب لن يكون أسوأ ممن انقلب عليه؟
بدعوته بالحكمة والموعظة الحسنة والدعاء له بظهر الغيب أن يهديه ربه؟
وهل سيستجاب الدعاء؟
تستصحبنا المسرحية لهذه الأسئلة وهي تنسج حكايتها وترسم معالم شخوصها وتطور أحداثها
من خلال مخرج موهوب ومتمكن من أدوات ابداعه ك أحمد يسري الذي وظف كل عناصر العمل كما ينبغي بتناغم ما بين الشخوص والمؤثر الموسيقي والديكور ومعه مجموعه ممثلين لا يقلون روعه وموهبه في التشخيص والابداع.
تحكي المسرحية عن منظمة سرية شيوعية ثورية اشتراكية روسية تقرر اغتيال عم القيصر الدوق الكبير أثناء ذهابه لحضور حفل موسيقيٍّ وذلك بإلقاء قنبلة على موكبه هذا هو الخيط الذي منه يجدل المخرج فيه الأسئلةالتي يطرحها المؤلف.. فأبطال المسرحية يتحاورون بفلسفة وعمق شديدين طارحين كل هذة الاشكاليه بعقل المتفرج.
والسؤال الاهم هل تنبع الانسانيه والرحمه من من القتل واراقه الدم؟
فعضو المنظمة المكلف بإلقاء القنبلة يتراجع عن إلقائها حينما يلمح في آخر لحظة طفلين يجلسان بجوار الدوق في عربته، ويعود لرفاقه، فيتجادلون، ويطرحون جولة جديدة من الأسئلة عن جوهر الرحمة، والمسؤولية الفردية عن الأفعال، وارتكاب ضرر أصغر بقتل الدوق والطفلين؟
في مقابل كفه عن الضرر الأكبر الذي سيلحقه بالدولة
وجموع المظلومين؟
وهل ثمة شيء يسمى حقًّا ضررًا أصغر وأكبر أم أن هذه أكذوبة وحيلة نفسية تبرر الإقدام على هذا الفعل دون تأنيب ضمير؟.
يتعرض الشخص الذي كان مكلفًا بإلقاء القنبلة لتعنيف رئيس المنظمة الذي يخبره أن عليه تنحية مشاعره جانبًا وتنفيذ الأوامر التي تصدر إليه دون مناقشة وبلا أي تقدير فردي من جانبه، فتنبعث بين الخلية السرية من جديد موجة أخرى من الأسئلة الحائرة وبين مؤيد ومعارض
فهل سنتخلص من ديكتاتورية الدوق لنقع في ديكتاتورية المنظمة الشيوعية؟
هل سنقتل طاغية واحدًا ليتحكم فينا طغاة أخرين؟ هل هذا هو العدل الذي تسعى المنظمة لتحقيقه؟ هل يمكن أن يأتي العدل عبر الدماء والقسوة وانعدام الرحمة حتى بالأطفال الأبرياء؟
هل هذا يسمى عدلًا؟
هل يمكن للإنسان المنتمي لمنظمة سرية تنتهج القتل وسيلةً أن يحافظ على إنسانيته وهو مطلوب منه أن يكون فقط أداة تنفذ ما يصدر إليها من أوامر حتى ولو كانت تتعارض مع مشاعره كإنسان؟
وهكذا، دواليك، تطرح مسرحية “العادلون”، تلك المفاهيم والإشكاليات عن ماهية العدل والظلم، الحب والكراهية، الحرية والخوف والجبن والاستبداد، الحياة والموت. تطرح كل ذلك فنفاجأ نحن الجمهور أننا عشنا حتى بلغنا هذا العمر دون أن نتعمق بهذا القدر في تلك المفاهيم التي ظننَّا أننا نعرفها ونفهمها ونستوعبها وأنها ليست بهذه التعقيد الذي يحاول المؤلف إظهاره بها.. لكن بعد مشاهده المسرحيه نتيقن أنها بالفعل كذلك وأكثر. وهذا هو سر جمال الفن الحقيقي والاداء الصادق.
شكرا للمخرج الشاب العبقري/ احمد يسري
والفنان المخرج الخلوق / خالد توفيق علي مشاركته بالاعداد مع الفنان المعد ايضا النابغه/ محمد رزق.
شكرا لكل الفنانين الممثلين المشاركون بالعرض الذين ابهرونا بأداء قد يعجز عنه ممثلون لهم باع طويل بالتمثيل.
حقيقة بلا مجامله . لكنها اشادة وكلمه حق لهم.
ابدعت العنصر النسائي الوحيد بالمسرحية الفنانة/
ليلي عبد القادر
بدور الثائرة دورا.
وابدع في دور الثائر بوريا
الفنان الشاب /
مصطفي العوضي.
أمتعنا بدور الثائر يانيك
الفنان الشاب المتوهج/
أحمد سعد.
كما ابدع فنيا بدور ستبيان
الفنان الواعد/
مصطفي ناصر.
تألق الفنان /ساجد النيلي
فأسرنا بروعه الاداء.
أما مسك الختام والذي اعتبرة من وجهه نظري أقوي الممثلين بالمسرحيه
الممثل الشاب/
ابراهيم هيكل بدور اليكس
الذي تشعر بصدق اداءة وقوته ان ملابسه تمثل وتؤدي معه في دور صعب ومركب من مدرسه السيكودراما…لكنه اداه ببراعه وسلاسة.
تحيه لكل القائمين عن العرض من اضائه وموسيقي وديكور وملابس وادارة مسرحيه.

عن khalaf a

شاهد أيضاً

انضمام (اتحاد الإعلام الحر) في سوريا إلى الاتحاد الدولي للصحافة العربية

الكاتب سمير احمد القط صرح السيد ناصر السلاموني رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية بأنه نتيجة …

اترك تعليقاً