أخبار عاجلة

حكاية بطل.. الشهيد عبد الرازق خلاف ابن قرية الدهسة بفرشوط

محمد عبد الحميد ابو يونس : يكتب

بطلنا اليوم هو الشهيد عبد الرازق خلاف البطل الأبرز في هذه السلسلة لما حظى به من شهرة واسعة وصار اسمه مبعث شرف وفخر لقريةالدهسة كلها بعدما قدم روحه فداءً للوطن وسالت دماؤه الزكية على تراب سيناء لتكتب قصة شهيد ضحى بنفسه من أجل أن تحيا بلاده اسمه عبد الرازق خلاف

رأينا أن تبدأ السلسلة بالشهيد عبد الرازق خلاف لكن الوثائق ومصادر المعلومات المتوافرة لاتزال غير كافية و ما حصلنا عليه من وثائق وبيانات من أهل الشهيد تظل قليلة لاتحكى قصة كبيرة بحجم تضحيات هذا البطل ولعل السبب في ندرة هذه المعلومات يعود إلى أنه بعد استشهاده تم الاحتفاظ بحقيبته التى كانت تضم كل متعلقاته من كتب وملابس وصور وأوراق لكنها بمرور السنين تعرضت للتلف وفقدنا وثائق نادرة عن هذا البطل الشهيد لكن من بين متعلقات الشهيد كتاب واحد ظل حتى اليوم ولم يصبه التلف وهذا الكتاب كان قد استعاره الشهيد من أحد أقاربه وهو كتاب بعنوان (الشهيد وأوسمته العشرة) فكأن هذا الكتاب الذى بقى يذكرنا بلسان حال الشهيد الذى بقيت ذكراه الخالدة وبقى جسده الطاهر

اسمه الكامل عبد الرازق أحمد خلاف عيسى من مواليد عام 1943وهو الأصغر بين اخوته ، له أخَوان وأخت هم على الترتيب أخته والدة الأستاذ زكريا زكى عبادة أحد أعلام القرية الرئيس الأسبق للوحدة المحلية بالغربى بهجورة ثم المرحوم الشيخ صديق أحمد خلاف ثم المرحوم الشيخ محمد أحمد خلاف
التحق بالقوات المسلحة عام 1966تقريباً وشهد نكسة عام 1967كما شهد حرب الاستنزاف وعاش مرارة الهزيمة ورأى زملاءه وهم يتساقطون واحداً تلو الآخر في حرب 67 مكث بالقوات المسلحة نحو خمس سنوات وانتهت خدمته عام 1971

تم استدعاؤه عام 1973وعند سفره أخبر أصدقاءه بأنه ذاهب إلى الجيش ولن يعود مرة أخرى فتحقق له ماأراد وشرفه المولى وتعالى بالشهادة
كان من بين أفراد الجيش الثانى الميدانى وفى طليعة من عبروا قناة السويس في السادس من أكتوبر ليثأرلنفسه وزملائه من عدو التقاه وجها لوجه عام 1967

استشهد يوم التاسع من أكتوبر بإصابة وهو داخل أحد الخنادق وكان بجواره أحد أبطال الدهسة سنتناوله فى حلقة لاحقة من هذه السلسلة
وردت برقية إلى مركز نجع حمادى الذى كانت تتبع له فرشوط في ذلك الوقت قبل أن تصبح فرشوط مركزاً أفادت باستشهاد عبد الرازق خلاف لكن أحدا لم يجرؤ على إبلاغ أهل الشهيد بهذا الخبر وظل الأمر هكذا حتى مساء ذلك اليوم ، وقبل أن يتوجه أخوه المرحوم الشيخ محمد لاستلام جثمانه من الدفرسوار رآه في المنام فسأله في أى مكان في جسدك أُصبت ؟ فقال له برصاصة أسفل الرقبة بين الكتفين وكانت المفاجأة حينما كشف أخوه عن جثمانه الطاهر فوجد الإصابة في نفس المكان الذى أخبره به

حينما وصل جثمانه إلى مسقط رأسه بالدهسة هطلت من السماء أمطار غزيرة وبعد دفنه بمايزيد 25سنة تعرضت مقبرته لارتفاع المياه الجوفية فخيف عليها من الانهيار فتم نقل جثمانه الطاهر إلى مقبرة أخرى بمدافن العائلة بحاجر الدهسة وكانت المفاجأة أن جثمان الشهيد لايزال كما هو ولم ينقص كيلو جراماًواحداً ، ورآه ابن أخيه في المنام منذ نحو ثمانى سنوات وهو يقودطائرة هليوكبتر على وشك الاقلاع بها فطلب منه أن يأخذه في الطائرة معه فقال له ليس الآن ثم سأل الشهيد مع أى الناس أنت فرد الشهيد مع سيدنا عمر بن الخطاب

كان الشهيد عبد الرازق خلاف نابغة سبق سنه في تفكيره وكان مثقفا قرأ العديد من أمهات الكتب وعلى درجة كبيرة من الوعى والثقافة كما كان يهتم بمظهره ويلبس أفخر الثياب

كرمته الدولة وأطلقت اسمه على أكبر مدرسة ابتدائية بالقرية ، ولئن كان الشهيد عبد الرازق خلاف لم يتزوج وليس له ذرية فيكفيه أن يوضع اسمه على غلاف كل كراسة وكل كتاب وكل لوحة وكل شهادة تلميذ بالمدرسة لتذكر أجيال عديدة تخرجت من مدرسته بعين الفخر والاعتزاز أباً دافع بشرف عن تراب بلاده وقدم لها أغلى ما لديه روحه الطاهرة

عن khalaf a

شاهد أيضاً

test Samier

test

اترك تعليقاً