أخبار عاجلة

بلوتي أبسط

محمد البربري : يكتب 
يحكى أنه في قديم الزمان حكيم صيني تعب من كثرة شكوى أهل قريته الصينيين من ظروفهم وقليل منهم من يرضى بحاله ، فاقترح الحكيم على أهل قريته ان كل واحد منهم يكتب شكواه في ورقه ثم يضعها في صندوق ، حتى امتلئ الصندوق بالشكاوى ، فأمر الحكيم كاتبي الشكاوى بسحب ورقه عشوائية من الصندوق دون معرفه من صاحب الشكوى فتصبح شكواه ، وبالفعل بدأ كل واحد منهم يأخذ ورقه ويعتبرها ورقته ، وهنا وجد من يشتكى من عدم الخلفة ومن يشتكى من الفقر وأخر يشتكى المرض وهكذا ، مما جعل من كل شاكي يعترض طالبا شكواه قائلا ” أنا بلوتي أبسط ” ومن وقتها طلع المثل اللي بيقول ” اللي يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته ” .
ببساطه كلنا عندنا هموم، فكر دايما أنك أحسن من غيرك، واحد راكب عربيه مش شرط يكون أحسن منك ممكن يكون عنده المرض الوحش فتبقى انت أحسن منه، اتأخرت في الخلفة أحسن بكتير من أنك تخلف بن معاق، حط دايما احتمالات إنك أحسن وأفضل، دايما قول الحمد لله وارضي واسعي إنك تطور من نفسك من غير مقارنه مع حد واعرف دايما انه عندك اللي مش عند غيرك.
تعلم كيف تبتسم للحياة، فكل ساعة تمر هي من عمرك لا تضيعها في التفكير في الماضي، تنفس اليوم دون هموم الأمس لأنه ماضي، عش اليوم لأنه حاضرك، لا تجعل همك من يبقى ومن يرحل، من يكره ومن يحب، عش الحياة بحب وأغسل وجه الحزن بابتسامة ليس بالضرورة فرحا وانما ثقة وتفاؤل بأن الله لن يخيب ظنك لأنه ببساطه جميل.
لا ترهق نفسك بالتفكير فهناك أمور حلها عند الله، تفاءل وكن إيجابيا فكر دائما وفقط في الخير واطرد من ذاكرتك التشاؤم وسوء الظن، توقع دائما الأجمل وكن موقنا بأن الحياة جميلة فقط عندما تعيش فيها بإحساس طيب حنون خال من الحقد والحسد، جميلة عندما تشعر بمن تحب وحينما تشتاق له ان غاب وتفرح ان حضر.
كن معتدلا لا ثقيلا يستغنى عنك ولا خفيفا يستهان بك، كن وسطيا بين الاقتراب والابتعاد لا بعيدا تنسى ولا قريبا يكتفى منك فها هي القنافذ في الشتاء تقترب ببعضها متحملة وخزات الأشواك وحدتها حتى تشعر بالدفيء فتبتعد عن بعضها من جديد، هكذا هو الحال في دنيا البشر لا أحد منا يحصل على الدف ء ما لم يحتمل وخزات الشوك فمن ابتغى قريبا كاملا عاش قاطعا لرحمه، ومن ابتغى صديقا بلا عيب عاش وحيدا، عش سعيدا ولا تبحث عن تفسير كل الأشياء، تجاوز عن الأخطاء ولا تفسد روعة الحياة بالنقد المستمر.
وعلى الهامش: –
أقترب من الذين تحبهم، أخبرهم بحبك وأشبع من ملامحهم وأصواتهم فهي لا تدوم ولا تمنع لسانك عن الكلام الجميل فلن يقوله أحد عنك، ولا تؤجل الرسائل فقد تتغير العناوين.

عن admin

شاهد أيضاً

أكتوبر تاريخ لا ينسي..!

خلف الله الأنصاري يكتب:- يوم السادس من أكتوبر من كل عام تجمعنا ذكري انتصارات أكتوبر …

اترك تعليقاً