أخبار عاجلة

الحوار الوطني والتعليم … بين توحيد السياسات وتوحيد المنتج

د. أحمد إسماعيل يكتب :-

      بمناسبة جلسات الحوار الوطني الخاصة بالتعليم
كنت اتمني أن أرى طرحا يتعلق بتوحيد التعليم الأساسي (الابتدائي ، الإعدادي) ليكون حقا لكل المصريين على السواء يحصلوا على نفس الخدمة ، لا تعليم خاص ولا تجريبي ولا عربي ولا دولى ولا حكومي ،،،،

مع أن المجلس يهدف إلى التوصل لرؤية موحده للتعليم ما قبل الجامعي وربطها باحتياجات السوق؟؟ مهمه هلامية جعلت بعض المتحدثين يناقشون أطروحات قد تتعدي أو لم توافق اختصاصات مجلسهم…..
تطوير التعليم كما يحتاج إلى رؤية موحدة توافقية بين قوى المجتمع. يحتاج إلى سياسات موحدة وتوحيد المدخلات لضمان توحيد مواصفات المنتج.

حتي يستقيم الأمر في هذا الوطن لابد أن يكون التعليم الحاصل عليه التلميذ قد قدم إليه في إطار من العدالة والمساواة ، على الأقل في مرحلتي الابتدائي والإعدادي.
وإذا أرادوا طبقية في التعليم يكون بدءا من التعليم الثانوي على الاقل ،، حتي نضمن أن الأساس الذي حصل عليه التلميذ المواطن يكون موحدا، حتى إذا ما كبر هؤلاء التلاميذ واجتمعوا في مواقع عمل تنفيذية يكون بينهم على الاقل عوامل مشتركة.
مرحلة التعليم الأساسي هي المعنية بتشكيل العقل والشخصية ، وما يليها هو تحسين وتطوير .
ليتنا نوحد جودة الأساس الذي تبنى عليه الشخصية المصرية ….
سياسات التعليم الحالى أفرزت طبقات من المجتمع صعب جدا أن يحدث بينها تناغم أو وجود نقاط تلاقي . طفل خريج مدارس حكومية ، واخر حكومية تجريبية ، وثالث خاصة عربي ،ورابع خاصة لغات ، وخامس مدارس دولية ، وسادس مدارس ….. ،
اعلم تماما ان هذا طرحا خياليا يتعارض مع مصالح مافيا التعليم الخاص … ولكنه فقط من قبيل الأحلام والتمنيات.

عندما كان ابن المأمور أو الوزير يجلس في الفصل بجوار اين الغفير أفرز هذا التعليم مجتمعا منسجما ….
وبعدها انشيء التعليم الخاص كنوع من البزنس ، وطريق خلفي لاستيعاب المتسربين ومن استنفذوا فرص تعليمهم الحكومي تقريبا. حيث كان وقتها التعليم الخاص هو فرصتهم الاخيره …..
وبعدما أصيب التعليم الحكومي في مقتل. انتبه التعليم الخاص ليكون جاذبا للهاربين من الحكومي … ومع تحكم الأغراض الربحية للتعليم الخاص على حساب الجوده تكاد تكون المدخلات متقاربة والمخرجات متشابهة ….
عموما … الهدف من مناقشة تطوير التعليم لوضع سياسات موحده ، هذا أمر رائع… ولكن هل ستكون سياسات تهتم بتوحيد المنتج وهو التلميذ أو الخريج. ام ستكون مجرد سياسات شكلية ويبقى الحال على ما هو عليه ؟؟

اطيب التمنيات للحوار الوطني بالتوفيق ، وما عليه الا أمانة الكلمة وأداء الرسالة. …. والله المستعان

عن khalaf a

شاهد أيضاً

أكتوبر تاريخ لا ينسي..!

خلف الله الأنصاري يكتب:- يوم السادس من أكتوبر من كل عام تجمعنا ذكري انتصارات أكتوبر …

اترك تعليقاً