أخبار عاجلة

٢٣ةيوليو ومكتسبات الثورات… الإنسان هو الحل

د.أحمد إسماعيل… يكتب

٢٣ يوليو ثورة مجيدة غيرت وجه الحياة في مصر وإخرجتها من التبعية العسكرية. ولكن تآمرت عليها قوى الشر على مدار عقود من الزمان فلم تبق من مكتسباتها الا القليل. أما عن الإقطاع فعاد في ابشع صوره، والألقاب أصبحت بالوظيفة لأن الوظيفة أصبحت بالوراثة، المحسوبية تنخر في عظام الأوطان من سنين، رؤوس الأموال وتضخمها أصبح له مصادر أكثر من الإقطاع، وغسيل الأموال امتد حتى إلى الأعمال الخيرية، هذه ليست نظرة سلبية ولكنها رصد لبعض الواقع.
ثورة ٢٣ يوليو خلفت ترسانة صناعية لو تم الحفاظ عليها كما حدث في الصين والهند لتحكمت مصر في مرور الصناعة والتجارة العالمية عبر أفريقيا ولأصبحت المحطة الأهم في التجارة العالمية على طريق الحرير . ولكن للثورات أعداء ، وكما كان الإخوان والامريكان من اكتر أعداء ثورة ٢٥ يناير ، فإن أكثر أعداء ثورة ٢٣ يوليو كان “الفساد”؛ الذي توغلت جذوره حتى نافست جذور الإصلاح والتنمية.
ثورة يوليو ثورة باقية حين عبرت نظام الحكم، وخلصت البلاد من الإنجليز وأذنابهم، ولكن مكتسباتها تهاوت واحدة تلو الأخرى… ولعل أكثر ما ادي الى هذا أن جزءا كبيرا من الشعب لم يكن مهيأ لمكتسباتها. ولم يتم انتهاج التنمية الشاملة في كل ربوع البلاد على السواء، فتم إغفال أقطار بأكملها لم تمتد إليها ايدى التنمية الا قليلا ، ولعل الصعيد احد شهود العيان على هذا التجاهل. فماذا لو تم الاهتمام بالإنسان مثل الاهتمام ببناء الترسانات الصناعية مثلا..
وقياسا على هذا الأمر مع الفارق، فإن ثورة ٣٠ يونيه ثورة حقيقية تبعتها تنمية شاملة فهل سيتم الحفاظ على مكتسباتها ام تترك الأمور لفعل الطبيعة.
أكثر ما تسبب في تجذر الفساد بعد يوليو هو عدم تهيئة الشعب تهيئة كاملة للحفاظ على مكتسبات الثورات، وتكريس الاهتمام بالبنيان قبل الإنسان. ثم الحروب المتوالية، وبعدها جاء الانفتاح السداح المداح الذي قضى على قيم “الثراء على أساس العمل” ، حتى وصلنا الى ترسيخ مباديء متدنية من قبيل “الجنيه غلب الكارنيه” ، وسادت الفهلوة ، وعمت الفوضي، وانتقصت الهوية، ولو تم الاهتمام ببناء الإنسان لحافظ على مكتسبات الثورة.
فهل نستفيد من دروس الماضي ويتم الاهتمام ببناء الإنسان مثل الاهتمام بالبنيان.
هل تقوم وزارات مثل التعليم والإعلام والثقافة والشباب وغيرها بدورها في بناء الإنسان على أسس الحريات المنضبطة والأخلاق وقيم العمل وغيرها حتى نحافظ على مكتسبات التنمية التى أنتجتها ثورتنا الأخيرة ….
يوليو ويونية ثورات شعبية حماها الجيش وفرض إرادة الشعوب، أزالت كل منهما نظام حكم الأهل والعشيرة والعائلة المالكة والتبعية للغرب ، ولكن يبقي العامل الأهم لبقاء مكتسبات الثورات بالاهتمام الإنسان ، الاهتمام بالأجيال التى إما أن تحافظ أو تُضيّع ….
ما بين يوليو ويناير ويوليو … ثورات ومكتسبات إما أن تبقي أو تكون ضحية التآمر.
حفظ الله مصر

عن khalaf a

شاهد أيضاً

أكتوبر تاريخ لا ينسي..!

خلف الله الأنصاري يكتب:- يوم السادس من أكتوبر من كل عام تجمعنا ذكري انتصارات أكتوبر …

اترك تعليقاً