أخبار عاجلة

الفيس بوك ..بين البناء والهدم

بقلم /أيمن بحر
هناك وللأسف بعض تجّار الفيس وغيره من أدوات ما اصطلح على تسميته بأدوات التواصل الاجتماعي
ممّن يسيئون لأنفسهم ابتداءً وتاليه لغيرهم وللبشرية جمعاء بعيدا عن دياناتهم المختلفة وأعراقهم وجنسياتهم المتعدّدة من يلتحفون ثياب الطهر والعفّة رسماً وكلاماً ويغدقونك بعذق ألسنتهم ونصحهم ولباسهم وصورهم وأسمائهم وكناهم وهم بجمعهم من ذلك براء والله براءة الذئب من يوسف ودمه فلا يغررك لباس ولا زي ولا كلام
ما أريد بهم سوى التلطّي والتخفّي خلفهم فرادى ومجتمعين ( ولا أعمّم) قلت ولا أعمم لئلا يقوّلنا البعض ما لم نقله ولا يأخذنا إلى حيث يهوى ويشتهي فيتهمنا بالتبلّي والتجنّي على الناس بعمومهم ويوقعنا بشراكه وفخاخه
لذا قلنا بعضهم وليس كلهم وقلنا كلا الجنسين ولم نقل ذكرانا دون سواهم كما لم نتهم النساء من دون الرجال
فكلا الجنسين في الهمّ وفي الجرم سواء وكلاهما في قفص الإتهام والشبهة فهذه الظاهرة أعني ظاهرة الفساد والإفساد بمشهديتها المعاشة والمرئية في تلكم الأدوات حقيقة لا مرية فيها ولا التباس ولا جدالكما وليست نسجا من خيال ولا كلاما يشتهى وبه نتسلّى ولا فريةأردناها طواعية لنكتبها وننشرها بل أردنا من خلالها تسليط الضوء عليها مكرهين وفي الوقت عينه مرغمين بدافع النصيحة لرد البلاء ودرء الشبهات ونحن من هذا ولهذاالنصح أحوج ووالله أقرب سيّما بعد أن باتت تشكل خطرا علينا بجمعنا يضارع السلاح ويماثله في الفتك والتخريب لا يقلّ عنه دمارا فكم خرّبت من عقول وأفسدت وكم دمّرت من بيوتات كانت آمنة وكم تركت من ضحايا حتى نشب بينهم الخلاف والصراع على إثر علاقات مشبوهة وقعت وحدثت وصارت وهي بالمناسبة جدّ كثيرة فزادت حالات الإنفصام بينهم وشتّتت مشاربهم وضربت النسيج الإجتماعي بمقتل آفة  باتت تهدّدنا بكل ما للكلمة من معنى وتهتك أرحامنا وتضرب آصرتنا وآدميتنا وكلما زادت جذوتها اشتعالا ونيرانها استعرت كلما التهمت ضحايا جددا وعمّت البلوى أكثر وتنقّلت عدواها لتجرف المزيد وساعتها تنحل المجتمعات وينحدر مستواها الديني والأخلاقي إلى درك الحضيض وتتحول بعدها من مجتمعات إنسانية إلى مجتمعات شهوانية محضة ومن عاليها إلى واطئها فتغدو مجتمعات بهيمية لا هم لها غير شهوتها بمعزل عن حجومهاونسبها وهذا ليس بيت قصيدنا ولا ما رنونا إليه وأشرنا وأين تراها واطئة و ترينها عالية بين كلا الجنسين فلا تدهشنّ لنصح ذاك ووعظ هذا وهذه ولا تستغربنّ من رجل تلبّس بالأنوثة وادّعى بأنه امرأة ولا بامرأة ادّعت بأنها رجلا وأحاديث جوىً وهوى وفسق باتت عيان تنشر ناهيك عن صور وأفلام تشيب لها الأبدان ومنها وتغيظ ابليس وأباجهل والجاهلية جمعاء حتى … آيات وأحاديث لباس وأسماء وكنى وفوق هذا وذاك الخاص مسكر ومغلق ومقفل وهناك من يلوّح بعصا إسمها بلوك لمن شق عصا طاعته وعنها حاد ومال
وهناك من ينشر أرقاما لا أدري أحقيقية هي أم خيالا لبنات الهوى والليل فتنشر الصور والأفلام عيانا و جهرة
تعفّ الجاهلية كما ورد وسلف من ذكرها ورؤاها لا يراد منها سوى نشر الفساد في الأرض متناسين يوما سيموتون فيه وعنه وفيه سيسألون وفوق هذا وذاك ما يعصف بن من إحن ومحن وابتلاءات ككورونا الذي أرق العالم كله وفغدا مشدوها وحائرا يراوح مكانه رغم ما أوتي من إمكانات وقدرات وعلوم مختلفة وأبحاث وقفت لحينه عاجزة أمام زحفه اللامتناهي وفتكه للأرواح دونما هوادةوما يدريك بالمخبوء بعده وهناك من يدّعي الجهل .. فيسأل
فتنصب عليه الإجابات تباعا ولحاقا وهو لا يبتغي غير هذا وصيد ذاك في حبائله وشراكه وفخاخه ومنهن ممن ينشرن صورهن پأوضاع عديدة ومختلفة وقد طلين وجوههن بالمساحيق ولبسن لباسا وما هو بلباس ضيق وشفيف فضلا عن حجاب هنا ونقاب هناك وبينهما إسم وذقن وكنية وتعليقات غزلية بالمئات وتنهيدات بين بينين تراها ويا ليت وكيت وحشرجات وزد ولا تخشى .. تنهمر لكأنها مياه كانون وتشرين بمعزل عما إذا كانت صورتها حقيقية أم زيفا وخيالا فما الذي يراد من نشرها غير الذيأنف ومر فبالله عليكملو كانت إحدى نساء النبي ( ص) وغيرها من نساء المسلمين أحياء هذه الأيام أكن فعلن الذي تفعلنه يا نساء المسلمين ؟!.. وكأن الفيس وليس حصراً وهو جزء من عالم كان يفترض فيه أن يكون أداة وصل وتناكح للأفكار بين الناس وتبادل للمعلومات ونشر للثقافات أضحى و غدامرتعا للفساد والإفساد عند هؤلاء وهذا ما نرينه ونلمسنه اليوم على أكثر من صعيد ومكان
كذا وغيره من أدوات التواصل اليوم باتوا أسلحة فتاكة ومعاول هدامة أردناها برضى وبطيب خاطر مرة وأخرى قسرا لا طواعية مناو رغم آنفنا هناك أناس وصلوا نهاراتهم بلياليهم بحثا عن المعلومة المفيدة فنفعوا وانتفعوا وهم كثير وهم الأوْلى بالتأسّي والأحقّ بالسير خلفهم وآخرون كان أكبر همّهم ومبلغ علمهم الفساد وليس غير نشر الرذيلة وبين الناس أجناساً وأعمارا إعلم يا أخي أن الوجهة الحقّة للشفرة هي الحلاقةولكن قد يستعملها البعض في أذيّة الناس وأذيّة نفسه فيجرحها كذا البارودة كذا علبة ثقاب الكبريت التي نستعملها في بيوتنا فقد يستعملها بعض الأناسي لإضرام النيران بممتلكات غيرهم اذا فليس العيب في عود الثقاب ولا بالبندقية ولا الشفرة إنما فينا أنا وأنت لكوننا لم نحسن استخدامها ولا التعامل معها عن جهلٍ كان أو تعمّد منّا وقصد ففي كليهما خراب وعليه ينسحب الأمر على أدوات التواصل كلّها بأن تكون أداة وصل ومعرفة ننتفع بها وننفع وإما عكس ذلك فتكون وبالا علينا وسببا فيما آلت اليه أمورنا وضنك معيشتنا الذي نحياه والأدلّ على ذلك واقعنا الآسف والبئيس ناهيك عن مكانتنا بين الأمم أين كانت واليوم أين أضحت وعلام غدت وصارت فالفصل فيهما وبينهما ومعاهما تقوى الله والتذكر بأننا ميّتون يوما وعن الفيس .. وما وعاه وحواه سنسأل والله .. وعن هذا البلاء العظيم الذي نسأل الله تعالى أن يرفعه عنا طالبين من لدنه للناس كل الناس الهداية فيعود الحاكم وزبانيته عن غيّهم وظلمهم و جبروتهم والقاضي بحكمه إلى عدله والعاصي إلى دينه وخالقه فمن ارعوى فاز ونجا ومن أعرض فالله به أوْلى واعلموا أن الاستجابة مرهونة بالالتزام والمسلك القويم فلن تجتمع المعصية والله مع الدعاء بغية الإجابة لمطلب أو لرفع غمّة وضيقواذا سألك عبادي عني .. الآية ولنتذكر قول الحق تبارك وتعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس وقوله جل وعلا ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون كتنبيه لهم وتحذير علّ يرعووا وعن خطيئتهم يعودوا ويرجعوا وممّا استوقفني واسترعانب حديث النملة لما دعت الله خالقها اللهم انك تعلم انه لا ينزل بلاء الا بذنب ولا يرفع الا بتوبة اللهم قد بلغت .

عن admin

شاهد أيضاً

أكتوبر تاريخ لا ينسي..!

خلف الله الأنصاري يكتب:- يوم السادس من أكتوبر من كل عام تجمعنا ذكري انتصارات أكتوبر …

اترك تعليقاً